انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي تسريبات متزايدة حول احتمال الإفراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
البرغوثي، الذي يعد واحدًا من أخطر وأهم السجناء الفلسطينيين، يقبع في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من 22 عامًا، بعدما أدانته إسرائيل بـ"المسؤولية عن عمليات مقاومة" خلال الانتفاضة الثانية.
فمن هو مروان البرغوثي؟ ولماذا يُعتبر أهم رجل في حركة فتح؟ وما الذي يجعله ورقة تفاوضية بالغة الأهمية لدى حماس؟ في هذا التقرير، نكشف 5 معلومات خطيرة عن الرجل الذي كان من المقرر أن يكون خليفة ياسر عرفات في قيادة فتح، والذي قد يصبح قريبًا منافسًا قوياً على رئاسة السلطة الفلسطينية.
1- الزعيم الذي خططت إسرائيل لتصفيته قبل اعتقاله
لم يكن اعتقال مروان البرغوثي في عام 2002 خيارًا إسرائيليًا منذ البداية، بل كانت تل أبيب تخطط لاغتياله كما فعلت مع معظم قادة الانتفاضة الثانية، لكنه نجا من عدة محاولات اغتيال قبل أن يتم أسره في عملية خاصة نفذتها وحدة "يمام" الإسرائيلية قرب رام الله.
إسرائيل تعتبره أحد أخطر القيادات الفلسطينية نظرًا لدوره في التخطيط وتوجيه العمليات خلال الانتفاضة الثانية، ورغم مرور أكثر من عقدين على اعتقاله، لا تزال تل أبيب ترفض الإفراج عنه في أي مفاوضات سابقة، لكن يبدو أن المعادلة تغيرت الآن.
2- الرجل الذي كان من المفترض أن يخلف ياسر عرفات
داخل حركة فتح، يُعتبر البرغوثي الشخصية الأقوى والأكثر تأثيرًا بعد رحيل ياسر عرفات. فقبل اغتيال عرفات، كان البرغوثي هو المرشح الأبرز لخلافته، لكنه اعتُقل في 2002 قبل وفاة عرفات بعامين، ما فتح الباب أمام محمود عباس للوصول إلى السلطة.
ورغم وجوده في السجن، ظل البرغوثي الرقم الأصعب في معادلة فتح، حيث يتمتع بشعبية واسعة داخل الحركة، بل إن بعض استطلاعات الرأي أظهرت أنه المرشح الوحيد القادر على هزيمة أي منافس إسرائيلي في الانتخابات الفلسطينية، بما في ذلك بنيامين نتنياهو نفسه.
3- محاكمته كانت استثنائية.. والقضاة رفضوا اعتباره "إرهابيًا"
عندما قررت إسرائيل محاكمة البرغوثي عام 2004، تحولت القضية إلى حدث سياسي عالمي، حيث رفض البرغوثي الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية، واعتبر نفسه "أسير حرب".
وفي مفاجأة صدمت إسرائيل، وصف بعض القضاة الإسرائيليين البرغوثي بأنه "ليس إرهابيًا، بل قائد سياسي يحظى بشعبية واسعة"، لكنهم مع ذلك حكموا عليه بـ 5 مؤبدات و40 عامًا إضافية، في محاولة لإنهاء حياته السياسية إلى الأبد.
4- رغم السجن.. لا يزال الرجل الأقوى في فتح
منذ أكثر من 22 عامًا، لم يتمكن البرغوثي من قيادة فتح ميدانيًا، لكنه لا يزال يتمتع بتأثير طاغٍ داخل الحركة. فقد قاد من داخل السجن عدة إضرابات عن الطعام، كما أصدر بيانات سياسية كان لها تأثير عميق في المشهد الفلسطيني.
وفي الانتخابات الفلسطينية عام 2006، نجح في قيادة قائمة مستقلة ضد محمود عباس، وحصل على دعم شعبي كبير، مما عزز مكانته كأقوى شخصية داخل فتح، رغم أن قيادة الحركة تحاول إبعاده عن المشهد السياسي.
5- هل يصبح الرئيس القادم لفلسطين بعد الإفراج عنه؟
مع تزايد الحديث عن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، فإن إطلاق سراح البرغوثي قد يكون أهم تغيير في المشهد الفلسطيني منذ سنوات. فالرجل الذي حاولت إسرائيل تحييده بالسجن مدى الحياة قد يجد نفسه قريبًا المرشح الأبرز لخلافة محمود عباس، خاصة أن الكثيرين داخل فتح يعتبرونه الزعيم الشرعي الوحيد القادر على توحيد الحركة في مواجهة التحديات المقبلة.
الخاتمة: هل نشهد إطلاق سراح البرغوثي قريبًا؟
إذا صحت الأنباء عن إدراج اسم البرغوثي ضمن صفقة التبادل، فإن المشهد الفلسطيني سيشهد تحولًا دراماتيكيًا. فالإفراج عنه لن يكون مجرد إطلاق سراح أسير، بل قد يعني عودة أقوى زعيم فلسطيني إلى المشهد السياسي، وربما يكون هو الرجل الذي سيقود المرحلة القادمة في فلسطين.
فهل توافق إسرائيل على إطلاق سراح الرجل الذي أرادت تصفيته قبل 22 عامًا؟ أم أن الحديث عن الصفقة مجرد تكهنات لم تكتمل بعد؟