إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين، الذي اشتهر بأدوار الطيبة والابتسامة المشرقة، كان وراء بعض المواقف الغريبة التي تعكس جانبًا آخر من شخصيته؟ ربما لا تعرف أن "أبو ضحكة جنان" كان يعيش حالة من الغيرة والاحتكار الفني، لدرجة أنه كان يحاول منع زملائه من التميز عليه وسرقة الأضواء، حتى لو كانوا نجومًا كبارًا مثل هند رستم وحسن أتله.
إسماعيل ياسين، الذي لطالما أضحك الجمهور بأدواره الطيبة، كان يخفي وراء الكواليس جانبا آخر من شخصيته، حيث يسعى بكل وسيلة للحفاظ على مكانته في السينما المصرية. ورغم ذلك، لم تتمكن تلك التصرفات من تقليل نجوميته في قلوب الجمهور، بل كانت تلك الحكايات جزءًا من الأساطير التي تحيط به.
سوف نكشف لكم في هذا التقرير الوجه الآخر لإسماعيل ياسين، من خلال بعض الحكايات التي نقلتها هند رستم في مذكراتها.
في مذكرات هند رستم، والتي حملت عنوان "ذكرياتي"، تحدثت عن تجربتها مع إسماعيل ياسين خلال تصوير فيلم "ابن حميدو". قالت هند إنها كانت تتصور للمرة الأولى مع "أبو ضحكة جنان"، وكان من المفترض أن يكون أول مشهد لها معه هو البداية الجيدة، لكن سرعان ما تغيرت الأمور.
تصف هند كيف جاء إسماعيل ياسين إلى موقع التصوير وهو يرتدي زي الدور، وبدون أن يضيع وقتًا في التجهيزات، ذهب مباشرة إلى المكياج استعدادًا للتصوير.
لكن المفاجأة كانت في أول مشهد جمعهما، حيث انفجر إسماعيل ياسين فجأة قائلًا: "ستوب، مش هصور ده استهبال". وقد لاحظ المخرج فطين عبد الوهاب ذلك وقال له باستغراب: "ستوب إيه يا إسماعيل؟"، لكن إسماعيل رد بحدة: "الست هند عاملة زي البغبغان ومش عايزة تديني فرصة للكلام". هذا الموقف جعل هند رستم تشعر بالدهشة، وفوجئت بتصرفه الذي كان بعيدًا عن شخصيته المألوفة على الشاشة.
بعد هذا التصرف، لم تستطع هند تمالك نفسها وهرعت إلى غرفتها لتبكي، مما دفع زينات صدقي، التي كانت قريبة منها، لدخول الغرفة وتطمينها بأنها ليست وحدها في هذا الموقف، موضحة أن إسماعيل ياسين كان يخاف أن تسرق هند الأضواء منه في الفيلم.
فهمت هند رستم المقصد الحقيقي وراء تصرفات إسماعيل ياسين، وعادت إلى موقع التصوير وهي مدركة لما يحدث، لتواجه المزيد من التصرفات التي كانت جزءًا من "نظام" إسماعيل ياسين. في أحد المشاهد، عندما أوقف إسماعيل ياسين التصوير لأنه شعر أن هند رستم قد أخذت الكاميرا منه، ردت هند عليه ببساطة دون أن تعير اهتمامًا لألاعيبه.
الحكاية لم تنتهِ هنا، ففي فيلم آخر له "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، كان إسماعيل ياسين يشعر بالغيرة من حسن أتله، الذي كان يشارك في الفيلم. وفي أحد المشاهد، قام حسن بأداء جملة "ساعة تروح وساعة تيجي"، وهي جملة بسيطة قد تفتح له باب النجومية، فكان رد فعل إسماعيل عنيفًا. في مشهد مفاجئ، افتعل إسماعيل ياسين مشاجرة مع حسن وألقى عليه ضربة أمام الجميع، حتى يضغط عليه للانسحاب من الفيلم. لكن حسن كان قد سمع عن طباع إسماعيل وقرر أن يلتزم الصمت، ما دفع المخرج إلى تهدئته ووعده بأنه سيكون نجم الفيلم.
في النهاية، ظل إسماعيل ياسين هو "أبو ضحكة جنان"، ولكن مع بعض الخفايا التي قد لا يعرفها الجميع.