رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

فساد الفطرة في قوم لوط ودور النبي في مواجهته

المصير

السبت, 1 فبراير, 2025

02:36 م

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن قوم سيدنا لوط، عليه السلام، ارتكبوا واحدة من أعظم المفاسد التي شهدتها البشرية، وهي الإفساد في الفطرة الإنسانية. وأوضح أن هؤلاء القوم خالفوا القوانين الطبيعية التي سنّها الله، حيث كانوا يمارسون أفعالًا منافية للفطرة السليمة، إذ خلق الله الذكر والأنثى ليكون بينهما الزواج والتكاثر للحفاظ على استمرار النوع البشري، بينما انحرف قوم لوط عن هذا النهج.

جهود سيدنا لوط في الإصلاح وردع الفساد
لم يقف نبي الله لوط، عليه السلام، مكتوف اليدين أمام هذا الفساد العظيم، بل قام بمواجهة قومه بالحكمة والموعظة الحسنة، محاولًا تصحيح سلوكهم وإرشادهم إلى الطريق القويم. فقد أنكر عليهم بشدة هذه الفاحشة، مبينًا لهم عواقبها الخطيرة، ليس فقط من الناحية الدينية، ولكن أيضًا من حيث التأثير السلبي على المجتمع والأخلاق.

سعى سيدنا لوط، عليه السلام، بكل وسيلة ممكنة لإصلاح قومه، محذرًا إياهم من العقاب الإلهي الذي قد يحل بهم إن استمروا في فسادهم. ومع ذلك، لم يلقَ دعوته إلا الاستهزاء والرفض، حيث تمادوا في المعصية وازدادوا عنادًا وكبرياء.

رفض القوم للنصح وتهديدهم لنبيهم
لم يتوقف الأمر عند مجرد رفض النصيحة، بل بلغ حد تهديد النبي لوط بالطرد من القرية بسبب موقفه الصلب في مواجهة الفساد الأخلاقي. ومع تصاعد العناد، لم يكتفِ قومه بممارسة الفاحشة سرًا، بل تجاهروا بها علنًا، متحدّين كل الأعراف والقيم، حتى أصبح الفساد أمرًا مألوفًا في حياتهم اليومية، مما جعل مهمة الإصلاح شديدة الصعوبة.

المجاهرة بالمعصية وأثرها المدمر على المجتمعات
استشهد الدكتور الهدهد بحديث النبي محمد ﷺ:«كل أمتي معافى إلا المجاهرين»، مؤكدًا أن المجاهرة بالمعصية أخطر من فعلها سرًا، إذ إنها تؤدي إلى هدم الحياء في المجتمع وتشجيع الآخرين على تقليد الأفعال المحرمة.

وأوضح أن المجتمعات تنهار أخلاقيًا عندما يُرفع الحرج عن ارتكاب المعاصي، ويصبح الفساد مقبولًا بل ومتباهى به. ولذلك، فإن كل دعوة إلى المجاهرة بالمعصية تُعد تهديدًا مباشرًا للقيم والمبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها المجتمعات السليمة.

العبرة من قصة قوم لوط
تُعد قصة قوم لوط من أبلغ الدروس التي تؤكد أن التجاوز عن القيم الفطرية يؤدي إلى الهلاك. فقد جاء عقاب الله شديدًا على هؤلاء القوم بعد أن أصروا على الفساد ورفضوا كل سبل الإصلاح. ولذلك، ينبغي للمجتمعات أن تحافظ على الفطرة السليمة، وتواجه كل أشكال الفساد بحزم، حفاظًا على الأخلاق والدين والتماسك الاجتماعي.