ألقى الرئيس اللبناني المنتخب، العماد جوزيف عون، خطاب القسم الأول بعد انتخابه رئيسًا للبنان، واضعًا خارطة طريق شاملة لمستقبل البلاد، وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية خانقة. الخطاب حمل وعودًا بإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والسيادة والاستقلالية، مع تركيز خاص على ثلاثة ملفات بالغة الخطورة: السلاح في لبنان، المخيمات الفلسطينية، والعلاقة مع سوريا.
لبنان.. الصمود في وجه التحديات
استهل الرئيس خطابه بالتأكيد على صمود لبنان عبر التاريخ رغم ما واجهه من حروب وتفجيرات وعدوان وأطماع. وقال: "لبنان بقي هو هو على الرغم من الحرب والتفجيرات والعدوان والأطماع، لأنه من عمر التاريخ."
العدالة أساس الحصانة للجميع
أكد العماد عون التزامه ببناء دولة خالية من المافيات والبؤر الأمنية والتهريب وتجارة المخدرات، مشددًا على إنهاء التدخلات في القضاء، قائلاً: "لا مافيات ولا بؤر أمنية أو تهريب أو تجارة مخدرات ولا تدخل في القضاء ولا حمايات أو محسوبيات أو حماية مجرم أو مرتكب." وأضاف أن العدل هو الحصانة الوحيدة لكل مواطن، متعهدًا بإطلاق مشروع جديد لاستقلالية القضاء بشقيه العدلي والإداري والمالي، مع إجراء تشكيلات قضائية قائمة على النزاهة.
إدارة السلاح وتعزيز السيادة
تطرق الرئيس عون إلى قضية السلاح غير الشرعي في لبنان، مشيرًا إلى أن حق الدولة في حصر حمل السلاح يمثل أولوية قصوى. وقال: "عهدي أن أمارس دوري على تحقيق حق الدولة في حصر حمل السلاح، ودولة تستثمر في جيشها، يساهم في ترسيم حدودها، ويمنع الترهيب، ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية، ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية."
المخيمات الفلسطينية وحق العودة
شدد عون على التزام لبنان بحقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، مؤكدًا في الوقت ذاته ضرورة بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية. وقال: "عهدي أن نتمسك جميعًا بحق الفلسطينيين في حق العودة، وأن نتمسك أيضًا بحق الدولة اللبنانية في بسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، وخصوصًا في المخيمات الفلسطينية."
لبنان والعلاقة مع الخارج
أكد عون أن لبنان عربي الانتماء والهوية، وأنه سيعتمد سياسة الحياد الإيجابي لتعزيز الاستقرار الداخلي والانفتاح على الجميع. وأضاف: "آن الأوان في المراهنة على لبنان، لا أن نراهن على الخارج في الاستقواء على بعضنا البعض."
فرصة تاريخية للحوار مع سوريا
من النقاط البارزة في خطاب الرئيس المنتخب، دعوته إلى حوار جدي مع الدولة السورية لمعالجة القضايا العالقة. وقال: "لدينا فرصة تاريخية لبدء حوار جدي مع الدولة السورية لمعالجة المسائل العالقة بيننا."
إعادة الإعمار وحماية المودعين
تعهد الرئيس عون بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والضاحية وكافة أنحاء لبنان، مضيفًا: "عهدي أن أعيد إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية وفي جميع أنحاء لبنان." كما أكد أنه لن يتهاون في حماية أموال المودعين، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل أحد التحديات الكبرى التي سيعمل على مواجهتها.
إصلاح الإدارة العامة واستقطاب الكفاءات
أعلن الرئيس عون عن عزمه إعادة هيكلة الإدارة العامة في لبنان، بالتعاون مع المجلس النيابي ومجلس الوزراء، مع التركيز على استقطاب الكفاءات والنخب لإدارة حديثة. كما شدد على ضرورة المداورة في المؤسسات العامة لضمان الشفافية والكفاءة.
البيئة والتعليم والإعلام
لم يغفل الرئيس في خطابه قضايا البيئة والتعليم والإعلام، متعهدًا بالعمل على حماية البيئة، الاستثمار في التعليم، ودعم المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، بالإضافة إلى حماية حرية الإعلام.