رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

نتنياهو حزين بعد موافقة حمـ.اس على مبادرة ترامب.. والرئيس الأمريكي: سلبي لعين

مصطفى علوان

الأحد, 5 أكتوبر, 2025

07:48 م

بعد إعلان حركة حماس موافقتها الجزئية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، شهدت أروقة السياسة في واشنطن وتل أبيب توترًا متصاعدًا، بعدما اعتبر ترامب رد الحركة بمثابة إشارة إيجابية لبدء مرحلة جديدة من المفاوضات.

غير أن هذا التفاؤل لم يلقَ صدى لدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعامل مع الموقف ببرود وحذر شديدين.

مكالمة متوترة بين ترامب ونتنياهو

كشف موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية، تفاصيل مكالمة جرت بين ترامب ونتنياهو عقب إعلان حماس موقفها من الخطة.

وقال المسؤول إن ترامب اتصل بنتنياهو ليبلغه أن "الموافقة المشروطة" من حماس تمثل فرصة تاريخية لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو رد قائلًا: "هذا لا يعني شيئًا، ولا يستحق الاحتفال".

عندها، وبحسب رواية المصدر، فقد ترامب أعصابه وهاجم نتنياهو بحدة، قائلاً له بالإنجليزية: "You're always so f*ing negative"** أي: "لماذا أنت دائمًا سلبي بهذا الشكل؟ هذا انتصار.. اغتنمه!"

ترامب يدفع نحو إنهاء الحرب.. ونتنياهو متحفظ

وأكد مسؤول أمريكي آخر أن ترامب بدا مصممًا على الضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، معتبرًا أن رفض إسرائيل للخطة سيضعها في موقف سلبي أمام المجتمع الدولي.

لكن نتنياهو – بحسب مصدر إسرائيلي – وصف موقف حماس بأنه "رفض مبطن"، مؤكدًا أن حكومته لن تتسرع في قبول أي اتفاق دون ضمانات أمنية كاملة.

وأوضح المصدر أن نتنياهو شدد، خلال مشاورات مغلقة، على ضرورة التنسيق الدقيق مع واشنطن لتفادي الظهور بمظهر الرافض لأي مبادرة سلام، خصوصًا في ظل التغطية الإعلامية المكثفة للمكالمة المثيرة للجدل.

شروط حماس للموافقة الكاملة على الخطة

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها تقبل بأجزاء من خطة ترامب لإنهاء الحرب، لكنها وضعت ثلاثة شروط أساسية لتنفيذ الاتفاق بالكامل، وهي وقف نهائي لإطلاق النار في غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، بالإضافة إلى تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط لإدارة القطاع.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الشروط نوقشت خلال اتصالات مكثفة بين قطر والولايات المتحدة ومصر، في محاولة للوصول إلى أرضية مشتركة بين جميع الأطراف.

استعدادات إسرائيلية لمفاوضات القاهرة

وفي سياق متصل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن هيئة التفاوض الإسرائيلية بدأت تجهيز وفدها للسفر إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لبحث تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام.

وتشمل هذه المرحلة الإفراج المتبادل عن الأسرى بين إسرائيل وحماس، إلى جانب مناقشة الترتيبات الأمنية وخرائط الانسحاب من غزة.

وأشارت القناة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل حاليًا على إعداد قوائم السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار الصفقة، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

توتر في العلاقة بين ترامب ونتنياهو

ورغم أن العلاقات بين ترامب ونتنياهو لطالما اتسمت بالود خلال السنوات الماضية، فإن هذه المكالمة تكشف عن تغير واضح في نبرة التعامل بين الجانبين.

فترامب، الذي يسعى لتسويق خطته كإنجاز سياسي قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، بدا منزعجًا من تردد نتنياهو المستمر، فيما يصر الأخير على أن التهديدات الأمنية في غزة لم تنته بعد.

ويرى مراقبون أن المكالمة قد تكون نقطة تحول في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة إذا واصل ترامب الضغط العلني على حكومة تل أبيب للالتزام بتنفيذ اتفاقه للسلام.

وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، حيث يترقب المجتمع الدولي نتائج المفاوضات المرتقبة في القاهرة، والتي قد تحدد ما إذا كانت المنطقة ستشهد نهاية الحرب في غزة أو جولة جديدة من التصعيد.