كتب :محمد أبوزيد
مشهد لم يكن يتخيله بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولا حتى في أسوأ كوابيسه السياسية. الرجل الذي قضى السنوات الماضية يدّعي أنه سيقضي على حركة المقاومة الإسلامية حماس ويجتث وجودها من غزة، وقف مشلول الحيلة، مسلوب المنطق، وهو يشاهد موكبًا عسكريًا منظمًا وقويًا لحماس خلال مراسم تسليم أربع أسيرات إسرائيليات في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
مشاهد تصفع نتنياهو وحكومته
في اللحظة التي ظهرت فيها سيارات الدفع الرباعي الحديثة، والمقاتلون الملثمون بزيّهم الموحد، وأسلحتهم الجديدة اللامعة، تهاوت كل روايات نتنياهو الدعائية. كان الرجل، الذي أصدر أوامر بقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني خلال عدوانه على غزة في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، عاجزًا عن فهم كيف تمكنت حماس من الظهور بهذه القوة في مدينة تعرّضت لتدمير شامل بنسبة تفوق 70%.
إسرائيل، التي دمّرت مئات آلاف المنازل، وهجرت أكثر من مليوني فلسطيني، وقصفت كل مسجد وكنيسة ومدرسة، أعلنت مرارًا وتكرارًا أن حركة حماس تم القضاء عليها. لكن هذه المشاهد المهيبة التي نظمها القسام في مراسم تسليم الأسرى كشفت الحقيقة: نتنياهو كاذب، وحكومته الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل غارقة في أوهام لا يمكنها الوقوف أمام الحقائق الميدانية.، كاد نتنياهو أن يصاب بجلطة ولسان حاله يقول يا أرض اتهدي وابلعيني،من أين جاء هؤلاء ومن أين أتت كل تلك السيارات وأنا قصفت كل شبر وكل حجر وكل شجر في غزة
نتنياهو أمام هزيمة المشروع الصهيوني
نتنياهو كان يزعم أن هذه الحرب على غزة ليست سوى المرحلة الأخيرة للقضاء على مشروع المقاومة. لكن المشهد كان كافيًا لنسف كل ادعاءاته. خروج الموكب العسكري لحماس، وتصفيق الآلاف من الفلسطينيين الذين احتشدوا لتحية المقاومة، كان رسالة واضحة للعالم: المقاومة ما زالت قوية، صامدة، بل ومتفوقة أخلاقيًا وعسكريًا.
ما أضاف مرارة إلى كابوس نتنياهو، هو المشاهد التي أظهرت الأسيرات الإسرائيليات يقدمن التحية باللغة العربية لمقاتلي حماس. كان ذلك انتصارًا معنويًا ساحقا للمقاومة، حيث بدا أن هذه النساء قد أُقررن بالسيادة الأخلاقية للمقاومة، في لحظة دحضت بشكل كامل عنجهية الاحتلال.
نتنياهو: بين السكتة الدماغية والاعتراف بالهزيمة
لم تكن هذه المشاهد مجرد صور، بل كانت طعنة في قلب المشروع الصهيوني الذي يقوده نتنياهو. الرجل الذي أعلن أكثر من مرة أنه لن يسمح بصفقة تبادل أسرى مع حماس، وجد نفسه مُجبرًا على القبول بها. كان يظن أنه بقتل الفلسطينيين، وتهجيرهم، وتدمير مدنهم، يمكنه أن يُنهي المقاومة. لكن موكب حماس كشف الحقيقة: المقاومة ليست في المباني التي هُدمت، بل في النفوس التي لم تنكسر.
نتنياهو، الذي يواجه أصلاً أزمات داخلية غير مسبوقة، من انقسامات مجتمعية إلى محاكمات فساد تهدد مستقبله السياسي، وجد نفسه أمام مشهد لا يستطيع احتماله. مقاومة غزة لم تُهزم، بل خرجت لتثبت للعالم أنها أقوى مما كان يظن الاحتلال.
صفقة تبادل الأسرى الأخيرة كانت صفعة مدوية لنتنياهو وحكومته المتطرفة. ليس فقط لأنها أظهرت حماس قوية ومتماسكة، بل لأنها كشفت عجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها رغم كل الجرائم التي ارتكبتها. الأسيرات الإسرائيليات اللواتي ظهرن وكأنهن يُقِرن بالهزيمة، والموكب العسكري الذي بدا وكأنه موكب نصر، كانت رسالة واضحة: المقاومة تنتصر، ونتنياهو يسقط.
حماس تنتصر ونتنياهو يحتضر
رؤية نتنياهو لموكب حماس خلال عملية تسليم الأسرى لم تكن مجرد لحظة سياسية عابرة، بل كانت شهادة على فشل مشروعه بالكامل. حماس، التي خرجت بهذه القوة بعد كل ما فعلته إسرائيل بغزة، أكدت أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن المقاومة ليست مجرد تنظيم، بل فكرة راسخة في وجدان كل فلسطيني.
رسالة المقاومة
رسالة حماس للعالم كانت واضحة: نحن هنا، أقوى من أي وقت مضى. أما نتنياهو، فقد غرق في صدمة حقيقية قد لا يخرج منها أبدًا. فهل يكون هذا المشهد بداية النهاية لحقبة نتنياهو السياسية؟ وهل يدرك العالم أن المقاومة الفلسطينية قادرة على هزيمة أكبر قوة احتلال في العصر الحديث؟
الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.