في تطور خطير على الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، أصدر تنظيم "داعش" الإرهابي بيانًا هو الأول من نوعه منذ انهيار النظام السابق، توعد فيه الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، قائد "جبهة تحرير الشام". وأكد التنظيم استعداده للتصعيد العسكري ضد السلطة الوليدة، معتبرًا إياها "شريكًا في المؤامرات الدولية".
أماكن تواجد داعش ونفوذه
مع سقوط نظام الأسد، عادت خلايا تنظيم "داعش" للظهور في عدة مناطق بسوريا، أبرزها البادية السورية الممتدة بين محافظتي دير الزور وحمص، بالإضافة إلى جيوب صغيرة في ريف حماة الشرقي وبعض المناطق الحدودية مع العراق. وبرغم الضربات العسكرية التي تعرض لها التنظيم في السنوات الماضية، فإنه لا يزال يحتفظ بقدرة على التحرك وتنفيذ هجمات متفرقة، ما يجعل وجوده تهديدًا حقيقيًا للسلطة الجديدة.
مضمون البيان الأول لداعش
في بيانه الأول، وصف التنظيم الفصائل العسكرية التي ساهمت في إسقاط الأسد بأنها "أدوات لقوى إقليمية"، مشيرًا إلى أن هذه الفصائل تعمل لصالح تركيا ودول أخرى لتحقيق مصالحها السياسية. وأكد أن الصراع في سوريا لا يزال "حربًا بالوكالة"، منتقدًا التحالفات الجديدة التي تسعى لإقامة نظام مدني ديمقراطي.
وهاجم البيان بشكل مباشر قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، واصفًا إياه بـ"الطاغية الجديد" و"العميل للصليبيين واليهود". كما انتقد الثورة السورية، معتبرًا أنها خرجت من "جاهلية قمع النظام" إلى "جاهلية الديمقراطية"، مشددًا على أن الديمقراطية تتناقض مع الشريعة الإسلامية التي يدعي التنظيم الدفاع عنها.
هل تتجه الأمور نحو صدام عسكري؟
مع تصاعد خطاب "داعش" العدائي تجاه الإدارة الجديدة، تبدو احتمالات الصدام العسكري واردة بشكل كبير، خاصة إذا ما قررت قوات "جبهة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع ملاحقة خلايا التنظيم في البادية والمناطق الحدودية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين، لا سيما أن التنظيم اعتبر الإدارة الجديدة امتدادًا لما أسماه "المشروع الغربي" في سوريا.
تحديات تواجه السلطة الجديدة
يواجه أحمد الشرع وحكومته تحديات كبيرة مع ظهور "داعش" مجددًا، أبرزها السيطرة على المناطق المحررة وتأمينها من هجمات التنظيم، بالإضافة إلى ضرورة توحيد الجهود العسكرية لمواجهة الخطر المتزايد. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستتمكن الإدارة الجديدة من القضاء على نفوذ التنظيم الإرهابي؟ أم أن "داعش" سيستغل حالة الفوضى لفرض سيطرته مجددًا؟
المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد شكل الصراع داخل سوريا، في ظل عودة "داعش" للمشهد بعد سنوات من الانحسار.