الضحك كان سلاحه، ولكن في بعض الأحيان يتحول إلى سيف ذو حدين. الفنان الراحل نجاح الموجي، الذي أضحك الملايين بجميع أعماله، وجد نفسه يوماً في موقف لم يكن يتوقعه، بسببه أُدين ودخل السجن.
كيف دخل الفنان الكوميدي الشهير السجن بسبب تقليده لإسم الفنانة أنغام؟ وماذا كان سر تصميمها على حبسه؟ .
بدأ نجاح الموجي مشواره الفني في أواخر الستينات مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، حيث ظهر لأول مرة في مسرحية "فندق الأشغال الشاقة"، ليتعرف الجمهور على موهبته الفائقة في تقليد الشخصيات الشهيرة. وكان يتميز بقدرته على تقديم محاكاة كوميدية لنجوم الفن والمجتمع، وهو ما جعله يحظى بشعبية كبيرة.
ولد الراحل نجاح الموجي في 11 يونيو 1945 في قرية ميت الكرما بمحافظة الدقهلية. اسمه الحقيقي كان عبد المعطي محمد الموجي، ولكن لفضل شقيقه الأكبر عليه، اختار أن يُلقب بـ"نجاح"، ليظل يذكره طوال حياته.
لكن في أحد العروض المسرحية، "لا مؤاخذة يا منعم"، ارتكب الموجي خطأ كان له تبعات غير متوقعة. في أحد المشاهد، كان الموجي يقلد أشهر النجوم في ذلك الوقت، مثل عمرو دياب ومحمد فؤاد. ورغم أن هؤلاء النجوم لم يعترضوا على تقليده، إلا أن أنغام لم تكن مثلهم.
علمت أنغام بأن نجاح الموجي أضاف اسمها إلى قائمة الشخصيات التي يقلدها، فقررت أن تتابع الأمر بنفسها. تنكرت أنغام في زي غير مألوف ودخلت المسرح، وجلست بين الجمهور لتشاهد العرض من دون أن يكشف أحد هويتها. وفي أحد المشاهد، وعندما جاء دور أنغام، فاجأ الموجي الحضور بقوله "ألغام" بدلاً من "أنغام"، مما أثار موجة من الضحك الهستيري بين الجمهور.
لكن ذلك لم يكن كافياً لإضحاك أنغام. خرجت غاضبة من المسرح، وعزمت على اتخاذ خطوات قانونية ضد الموجي. رفعت دعوى قضائية ضده بتهمة السب والقذف بسبب "الأفيه" الذي اعتبرته مسيئاً لها.
على الرغم من محاولات العديد من الفنانين التدخل والتوسط لدى أنغام من أجل التنازل عن القضية، إلا أنها كانت مصممة على المضي قدماً في محاكمة الموجي. تم استدعاء الموجي للتحقيق، وأُحيلت القضية للمحكمة التي أصدرت حكماً بالحبس لمدة 3 شهور. ورغم محاولات الوساطة، أصرّت أنغام على عدم التنازل، مما جعل الموجي يقضي حوالي 15 يوماً في السجن قبل أن يتمكن من الاستشكال على الحكم ويتم إطلاق سراحه بعد البراءة.
لم يعرف أحد السبب الحقيقي وراء إصرار أنغام على حبس الموجي، ولكن المؤكد هو أن الحكاية انتهت بخروج الموجي من السجن ليواصل مشواره الكوميدي، دون أن يتمكن أحد من إيقافه أو منع تقليده للأسماء الشهيرة.
رحل نجاح الموجي عن عالمنا في عام 1996، ولكن ترك لنا إرثاً كبيراً من الضحك والذكريات. القصة مع أنغام كانت إحدى الحكايات الطريفة التي تذكرنا بأن الفن قد يحمل أحياناً تبعات غير متوقعة، حتى وإن كانت مجرد لحظة كوميدية.