في موقف لافت يعكس استياء لبنان من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من أحد مساعديه خلال اجتماع مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز في مقر عين التينة، فتح نافذة مكتبه ليتمكن الجنرال من سماع صوت طائرة الاستطلاع الإسرائيلية، المعروفة في لبنان بـ"MK" وفي فلسطين بـ"الزنانة"، وهي تحلق فوق بيروت. واكتفى الجنرال بابتسامة صامتة دون تعليق، بينما استمر الصوت المزعج في الخلفية كرمز دائم للتوتر في الأجواء اللبنانية والفلسطينية.
ما هي "الزنانة"؟
"الزنانة" هو الاسم الشعبي الذي يطلقه الفلسطينيون واللبنانيون على الطائرات الإسرائيلية بدون طيار (UAVs)، والتي تعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الجيش الإسرائيلي في عمليات الاستطلاع والمراقبة. هذه الطائرات تُستخدم بشكل مكثف لرصد الأنشطة على الأرض، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وشن ضربات جوية دقيقة عند الحاجة.
أبرز أنواع الطائرات التي يُعتقد أنها تُستخدم في هذه المهام هي طائرة "Hermes 450" أو "Heron TP"، والتي تنتجها شركات إسرائيلية متخصصة في تصنيع الطائرات بدون طيار. تُستخدم هذه الطائرات لمهام متعددة تشمل:
1. المراقبة والاستطلاع: تحليق مستمر فوق المناطق المستهدفة، مثل قطاع غزة وجنوب لبنان.
2. الهجمات الجوية: تزويد الطائرات المقاتلة بالمعلومات أو تنفيذ ضربات دقيقة باستخدام صواريخ موجهة.
3. إعاقة الحياة اليومية: في قطاع غزة، تُسبب "الزنانة" حالة من التوتر النفسي لسكان المنطقة، بسبب الصوت المستمر الذي لا يتوقف، ووجودها الدائم في الأجواء.
دور "الزنانة" في غزة ولبنان
في غزة:
تستخدم إسرائيل هذه الطائرات لتأمين سيطرتها الاستخباراتية على القطاع، عبر مراقبة التحركات العسكرية والمدنية. كما تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ ضربات موجهة ضد أهداف تابعة للمقاومة الفلسطينية.
في لبنان:
تعتبر الطائرات الإسرائيلية بدون طيار وسيلة رئيسية لمراقبة نشاط حزب الله، خاصة في جنوب لبنان. تنتهك هذه الطائرات بشكل متكرر الأجواء اللبنانية، مما يُعد خرقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 الصادر في أعقاب حرب لبنان عام 2006.
تداعيات التحليق المستمر لـ"الزنانة"
1. انتهاك السيادة: يعتبر التحليق المستمر للطائرات بدون طيار فوق لبنان وقطاع غزة انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية.
2. الأثر النفسي: يعاني السكان من ضغط نفسي شديد نتيجة الأصوات المستمرة لـ"الزنانة"، التي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية في غزة وجنوب لبنان.
3. التوتر الدبلوماسي: تُعد هذه الانتهاكات مصدرًا دائمًا للتوتر بين لبنان وإسرائيل، كما تؤثر على الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ردود الفعل اللبنانية
الطلب الذي وجهه نبيه بري بفتح نافذة مكتبه ليُسمع الجنرال الأميركي صوت "الزنانة" يعكس مدى الإزعاج الذي تسببه هذه الطائرات للسكان، وهو أيضًا رسالة دبلوماسية تُظهر الانزعاج اللبناني من هذه الانتهاكات المتكررة، التي تقابل غالبًا بصمت دولي.
تحولت "الزنانة" إلى رمز للهيمنة الإسرائيلية على أجواء غزة ولبنان، ووسيلة لإبقاء أعينها مفتوحة على كل تحرك. وبينما تشكل أداة فعالة في جمع المعلومات وتنفيذ العمليات العسكرية، تظل انتهاكًا واضحًا للسيادة والقوانين الدولية، ما يزيد من تعقيد المشهد في منطقة تعاني أصلًا من اضطرابات لا تنتهي.