رحل الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يُنسى ، عرفه الجميع بأخلاقه العالية وكرمه الذي لم يتوقف عند أصدقائه فقط، بل امتد إلى جميع من حوله ، أحد جيرانه يقول: عدوية كان شخصًا طيب القلب، ما كانش بيتأخر عن حد بفلوسه ، حتى الناس اللي ما كانوش يلاقوا فلوس لدفن موتاهم، هو اللي كان بيشتري لهم الأكفان ويتكفل بمصاريف الدفن .
في الأيام الأخيرة من حياته، كشف المقربون من أحمد عدوية عن السبب الحقيقي وراء حزنه الشديد ورفضه تناول الطعام. فقد علم بخبر وفاة زوجته قبل وفاته بأيام قليلة، مما أصابه بصدمة كبيرة. كان هذا الخبر بمثابة كسر لقلبه الطيب، حيث رفض الأكل تمامًا، وكان يتعصب عندما يحاول أحد إدخال الطعام إليه،عاش أيامه الأخيرة في عزلة وحزن عميق حتى فارق الحياة .
الجنازة التي حضرها عدد كبير من سكان منطقته كشفت عن جوانب أخرى من شخصيته الإنسانية ، مشهد مؤثر ظهرت فيه سيدة عجوز واقفة عند باب المسجد، ترفع يديها بالدعاء قائلة: ربنا يرحمك يا أستاذ أحمد، كنت ساترني ومتكفل بكل مصاريفي من أكل وشرب ولبس ،هذا الموقف يعكس حب الناس وامتنانهم له، حيث كان سندًا لمن لا سند له .
رحل أحمد عدوية، لكن ذكراه ستظل حاضرة في قلوب كل من عرفه، كرمز للطيبة والجدعنة وقلبه الأبيض.