في خطوة مفاجئة، طلبت القاهرة من وفد حركة حماس التوجه إلى العاصمة المصرية بشكل عاجل، بدلاً من الموعد المقرر سابقًا يوم الأحد. هذا التحرك أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الاستعجال.
لقاء مرتقب بين حماس وأبو مازن
كشف الصحفي إبراهيم الدراوي، المتخصص في الشأن الفلسطيني، أن الدعوة العاجلة جاءت بهدف ترتيب لقاء بين وفد حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي يتواجد حاليًا في القاهرة. الهدف من اللقاء هو مناقشة مهام لجنة الإسناد، وهي لجنة من المتوقع أن تُكلّف بإدارة شؤون قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي المرتقب.
وأوضح الدراوي في تصريحات خاصة لـ"المصير" أن التحركات المصرية تأتي في إطار الجهود المبذولة لدفع عجلة المفاوضات بين الأطراف المختلفة، حيث يُتوقع أيضًا حضور وفد إسرائيلي إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة، مما يعزز التكهنات بأن اتفاقية تبادل الأسرى باتت قريبة جدًا.
صفقة الأسرى: نقطة تحول
اعتبر مراقبون أن الدعوة العاجلة لحماس واللقاء المرتقب مع أبو مازن مؤشر واضح على أن القاهرة تسعى لتسريع التوصل إلى اتفاق شامل. وتتضمن الصفقة الإفراج عن قيادات فلسطينية بارزة مثل أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي.
ومن المتوقع أن يشمل الاتفاق تسهيلات متبادلة، منها عودة سكان شمال غزة تدريجيًا، وانسحاب إسرائيلي كامل من محور صلاح الدين المعروف بممر "فيلادلفيا"، إضافة إلى تسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية.
ماراثون سياسي متواصل
يبدو أن القاهرة تقود ماراثونًا سياسيًا بين حماس وإسرائيل، خاصة أن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقًا دقيقًا لضمان نجاح الاتفاق. وأشار الدراوي إلى أن هذه الجهود تهدف إلى التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف قبل نهاية فترة حكم الإدارة الأمريكية الحالية، وسط رغبة واضحة من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في تحقيق تهدئة شاملة قبل توليه منصبه في يناير المقبل.
التحركات القادمة
مع تصاعد وتيرة الأحداث، من المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة تطورات حاسمة، سواء على صعيد صفقة تبادل الأسرى أو اتفاق التهدئة. وتبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى نجاح القاهرة في تقريب وجهات النظر، خاصة مع وجود تحديات كبيرة قد تؤثر على سير الاتفاق.
يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات عديدة، لكن المؤكد أن التحركات المصرية الحالية تمثل فرصة نادرة لتحقيق انفراجة في الملف الفلسطيني-الإسرائيلي.