شريهان.. أسطورة الفن والبهجة التي أضاءت الشاشة المصرية

شريهان

تحل اليوم، الجمعة 6 ديسمبر، ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة شريهان، التي أبهرت العالم بموهبتها الفريدة منذ طفولتها. وُلدت "البنت الشقية"، كما لقبت، في مثل هذا اليوم عام 1964، لتصبح واحدة من أبرز نجمات الفن الاستعراضي والتمثيل في الوطن العربي.

البداية.. موهبة منذ الصغر

شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، وُلدت لعائلة مرموقة في القاهرة. والدها الدكتور أحمد عبد الفتاح الشلقاني كان من أبرز أساتذة القانون في مصر، ووالدتها عواطف محمود هاشم كانت سيدة أعمال وعارضة أزياء. أما شقيقها الأكبر، فهو الموسيقار الشهير عمر خورشيد، الذي كان له دور كبير في اكتشاف موهبتها.

بدأت شريهان مشوارها الفني وهي في الرابعة من عمرها. لفتت موهبتها أنظار الفنان عبد الحليم حافظ، الذي رأى فيها مستقبلًا مشرقًا من خلال شقيقها. وكانت أولى خطواتها في السينما بفيلم "ربع دستة أشرار" وفيلم "قطة على نار" عام 1978.

التألق في المسرح والاستعراض

أبدعت شريهان في المسرح من خلال أعمال خالدة مثل: "سك على بناتك" و*"عشان خاطر عيونك"* مع الفنان الكبير فؤاد المهندس، و"شارع محمد علي" مع النجم فريد شوقي.

وفي الفوازير، كانت شريهان أيقونة استثنائية، حيث قدمت أشهر الفوازير الرمضانية: "ألف ليلة وليلة" (1985). و"حول العالم" (1987). و"حاجات ومحتاجات" (1994).
إطلالاتها الساحرة وقدراتها الاستعراضية جعلتها النجمة الأولى لهذا النوع من الفن.

السينما.. إبداع بلا حدود

قدمت شريهان أعمالًا سينمائية تُعد علامات بارزة في تاريخ الفن المصري، من أبرزها:

• "الطوق والأسورة".

• "عرق البلح".

• "الحب والرعب".

• "العذراء والشعر الأبيض".

• "خلي بالك من عقلك".

• "الخبز المر".

كما أثرت الدراما التلفزيونية بأدوار مميزة، أبرزها مسلسل "دمي ودموعي وابتسامتي".

أزمات قاسية وعودة قوية

رغم نجاحها الكبير، واجهت شريهان أزمات قاسية:

• تعرضت لحادث سير مروّع تسبب في كسر ساقها وإصابة عمودها الفقري.

• في عام 2002، أُصيبت بنوع نادر من سرطان الغدد اللعابية، ما أبعدها عن الفن لفترة طويلة.

ورغم كل تلك المحن، رفضت شريهان الاستسلام، وعادت بقوة في إعلان تلفزيوني أبهر جمهورها في رمضان 2020، ثم قدمت مسرحية "كوكو شانيل" عام 2021، لتؤكد أن الفن لا يعرف المستحيل.

حياتها الشخصية

تزوجت شريهان من رجل الأعمال السعودي علال الفاسي في بداية حياتها، ثم انفصلت عنه لتتزوج رجل الأعمال الأردني علاء الخواجة. رزقت منه بابنتيها لؤلؤة وتاليا، وتعيش حياة عائلية هادئة بعيدًا عن الأضواء.

شريهان ليست مجرد فنانة؛ بل هي رمز للموهبة، القوة، والجمال الذي تحدى الزمن والمرض. أعمالها ستظل محفورة في قلوب جمهورها الذي يعتبرها أسطورة لا تُنسى.