رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل يطلب بشار الأسد اللجوء لروسيا أو طهران؟

ادم صالح

الجمعة, 6 ديسمبر, 2024

01:20 م

حرب سوريا

مع تصاعد الأحداث في سوريا وتغير معادلات الصراع على الأرض، يواجه نظام الرئيس بشار الأسد أكبر تحدياته منذ اندلاع الأزمة السورية. السيطرة الأخيرة للجماعات المسلحة على مدينة حلب، وما تبعها من تقدم سريع باتجاه حماة، تضع النظام في موقف لا يحسد عليه. في هذا التحليل السياسي، نستعرض السيناريوهات المحتملة لمصير الأسد، والتوقعات بشأن تحركاته في ظل تصاعد الضغط العسكري والسياسي.

انهيار حلب وتداعياته

كان سقوط مدينة حلب في يد الجماعات المسلحة نقطة تحول رئيسية في الصراع السوري. فقد كانت المدينة تمثل رمزًا استراتيجيًا للنظام ومركزًا اقتصاديًا هامًا. ومع فقدانها، تتزايد الضغوط على قوات النظام المنهكة، ما يثير التساؤلات حول قدرتها على الدفاع عن المواقع المتبقية، لا سيما في حماة وحمص ودمشق.

السيطرة على حماة والتوجه لحمص

بعد حلب، بيومين توجهت الجماعات المسلحة نحو حماة واستطاعت السيطرة عليها في ساعات، وهو ما أدى لقطع الطريق على الإمدادات القادمة من الساحل السوري، مما سيؤدي إلى عزل العاصمة دمشق عن باقي المناطق التي يسيطر عليها النظام. وإذا تمكنت هذه الجماعات من السيطرة على حماة بشكل تام وكامل، فإن حمص، بوصفها حلقة الوصل بين شمال وجنوب سوريا، ستكون الهدف التالي.

دمشق: المعركة الأخيرة؟

دمشق، العاصمة السورية، تمثل المعركة النهائية لأي صراع يسعى إلى إسقاط النظام. فقدان حمص سيترك دمشق في حالة عزلة تامة، وسيصبح من الصعب على النظام الدفاع عنها لفترة طويلة. وفي حال حدوث ذلك، سيتعين على الأسد التفكير بجدية في خياراته المستقبلية.

سيناريوهات محتملة لمصير بشار الأسد

1. اللجوء إلى روسيا:

- روسيا، الحليف الأكبر للأسد، قد تكون الخيار الأول في حال قرر مغادرة سوريا. توفر موسكو الحماية السياسية والدبلوماسية، بالإضافة إلى البنية التحتية اللازمة لاستيعاب شخصيات رفيعة المستوى.

- السيناريو الروسي يمكن أن يشمل تقديم الأسد كلاجئ سياسي مع الحفاظ على بعض رموز النظام لإدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت.

2. اللجوء إلى إيران:

 - إيران هي الحليف الآخر الذي يملك علاقات عميقة مع النظام السوري. يمكن أن تكون طهران وجهة الأسد في حال أصبحت دمشق مهددة بالسقوط.

 - إيران قد تستفيد من وجود الأسد على أراضيها كورقة ضغط سياسية ضد القوى الإقليمية والدولية.

3. التفاوض على خروج آمن:

- في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، قد يسعى الأسد للتفاوض على خروج أمن بضمانات دولية. هذا السيناريو قد يشمل نقل السلطة إلى حكومة انتقالية مقابل الحماية الشخصية له ولأسرته.

4. القتال حتى النهاية:

- على الرغم من السيناريوهات السابقة، قد يختار الأسد البقاء في دمشق والقتال حتى النهاية. هذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة، لكنه قد يكون مدفوعًا بالرمزية التي تمثلها العاصمة.

تداعيات سقوط النظام

سقوط نظام الأسد سيكون له تداعيات إقليمية ودولية واسعة النطاق. سيؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، وتصاعد الصراع بين الفصائل المسلحة على السلطة. كما ستواجه القوى الدولية تحديًا كبيرًا في إدارة مرحلة ما بعد الأسد.

الأزمة السورية تدخل مرحلة جديدة من التعقيد، ومع تزايد الضغوط على النظام، تبدو الخيارات أمام الأسد محدودة. سواء اختار اللجوء إلى موسكو أو طهران، أو التفاوض على خروجه، فإن مصيره سيحدد مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تشكيل ملامح هذه المرحلة الجديدة.