رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

منهار ومش قادر يصلب طوله.. والد تلميذ الإسماعيلية ضحية زميله بالصـ.اروخ يدفنه بعد تسلم جثـ.مانه (صور)

مصطفى علوان

السبت, 18 أكتوبر, 2025

06:15 م

شهدت محافظة الإسماعيلية مشهدًا مهيبًا خلال تشييع جثمان تلميذ الإسماعيلية ضحية زميله في الجريمة التي هزّت الرأي العام خلال الأيام الماضية، حيث أدى آلاف الأهالي صلاة الجنازة على الطفل بعد صلاة الظهر بمسجد المطافي، قبل أن يشيعوه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة في منطقة كساب بمركز القصاصين.

وسادت حالة من الحزن الشديد بين المشيعين، الذين لم يتمالك بعضهم دموعه، فيما بدا والد الضحية منهارًا لا يقوى على الوقوف لحظة وداع نجله.

كانت أسرة الطفل الراحل، ويدعى «محمد. أ. م»، قد أعلنت في وقت سابق عن موعد الجنازة بعد أن سمحت جهات التحقيق بدفن الجثمان، عقب انتهاء الطبيب الشرعي من عملية التشريح التي أكدت تعرض الجثة للتقطيع بأداة حادة.

وتعود بداية الواقعة إلى بلاغ تقدم به والد الضحية، ويدعى أحمد محمد، يفيد بتغيب نجله "محمد" من قرية نفيشة بعد مغادرته المدرسة دون عودة، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية في الإسماعيلية لتكثيف البحث عنه. ومع فحص كاميرات المراقبة، اكتشفت قوات البحث دخول الطفل المفقود إلى منزل زميله "يوسف" بمنطقة المحطة الجديدة قبل اختفائه مباشرة.

وبالتحقيق مع "يوسف"، حاول الإنكار في البداية، إلا أن الأدلة المصوّرة التي رصدت دخول المجني عليه إلى المنزل وعدم خروجه منه كانت حاسمة. وبالضغط عليه في الاستجواب، انهار واعترف بتفاصيل صادمة للجريمة، مشيرًا إلى أن مشادة كلامية نشبت بينهما داخل المنزل، قام خلالها المجني عليه بإشهار "كاتر"، فردّ "يوسف" بعنف مستخدمًا "شاكوش" كان بالقرب منه، وضرب به رأس زميله حتى فارق الحياة.

واعترف المتهم بعد ذلك بأنه حاول إخفاء معالم جريمته بطريقة بشعة، متأثرًا بمشاهد العنف التي يشاهدها عبر الإنترنت. فبعد أن تأكد من وفاة زميله، استغل غياب والده الذي يعمل نجارًا، واستخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثة إلى ستة أجزاء، قبل أن يوزعها على أكياس سوداء تخلص منها تباعًا في مناطق متفرقة، منها محيط بحيرة كارفور ومبنى مهجور قريب من المنزل.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم بعد رصد تحركاته، حيث داهمت منزله وعثرت على أدوات الجريمة وملاءات ملطخة بالدماء، إلى جانب غطاء رأس يخص الضحية. وبمواجهته، أقرّ بتفاصيل الجريمة بالكامل في اعترافات أثارت موجة من الصدمة والغضب في الشارع المصري.

وقررت جهات التحقيق حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، على أن يتم اصطحابه لتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة، وسط مطالبات مجتمعية بتشديد الرقابة على المحتوى العنيف الذي يشاهده الأطفال، بعد أن تحولت مأساة بريئة إلى جريمة تقشعرّ لها الأبدان.

ImageImageImageImageImage