رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

"لا للملوك".. احتجاجات غير مسبوقة ضد ترامب تهز الشارع الأمريكي| ما القصة؟

شرين احمد

الأحد, 19 أكتوبر, 2025

10:11 ص

في مشهد أعاد إلى الأذهان أجواء الاحتجاجات الكبرى في التاريخ الأمريكي، خرج ملايين المواطنين من مختلف الأعمار إلى الشوارع، أمس السبت، في أكثر من 2600 موقع عبر الولايات المتحدة، ضمن مسيرات ضخمة حملت شعارًا موحدًا: «لا للملوك»، في إشارة إلى رفض ما يعتبرونه تناميًا للنزعة الاستبدادية والفساد في إدارة الرئيس دونالد ترامب.

مظاهرات ضخمة

ورغم ضخامة الأعداد، التي قدرها المنظمون بالملايين، اتسمت المظاهرات بطابع سلمي واحتفالي، حيث حرص الآباء على مشاركة أطفالهم، وظهرت أجواء من التنوع والعفوية بألوان العلم الأمريكي الأحمر والأبيض والأزرق، بينما رفعت اللافتات شعارات مناهضة لـ«عبادة الفرد» والدعوة إلى حماية الديمقراطية.

وفي نيويورك وحدها، شارك أكثر من 100 ألف شخص في المسيرات دون تسجيل أي حوادث تُذكر، بحسب تصريحات الشرطة. كما شهدت مدن كبرى مثل بوسطن وشيكاغو وأتلانتا مظاهرات مماثلة، في واحدة من أوسع موجات الاحتجاج التي تشهدها الولايات المتحدة منذ سنوات.

انتقادات لترامب.. واتهامات بتقويض مؤسسات الدولة

وركز المحتجون على اتهام ترامب بمحاولة تركيز السلطة في يده وتعيين شخصيات موالية له في مناصب حساسة، إلى جانب ممارسته ضغوطًا على الإعلام والجامعات.

وقالت ليه جرينبرج، مؤسسة حركة «إنديفيزيبل»، إحدى الجهات المنظمة للمسيرات: «لا يوجد ما هو أكثر وطنية من أن نقول: لا نريد ملوكًا. نحن نمارس حقنا الدستوري في الدفاع عن الديمقراطية».

كما حرص بعض المشاركين على ارتداء زي تمثال الحرية ورفع لافتات كتب عليها: «لا لحكام يشبهون الديكتاتوريين»، بينما تحدث عدد من قدامى المحاربين عن خيبة أملهم في سياسات ترامب، رغم انتمائهم التاريخي للحزب الجمهوري.

وقال كيفن برايس (70 عامًا)، وهو أحد المحاربين القدامى: «خدمت بلادي دفاعًا عن القيم التي أراها اليوم مهددة. لم أتخيل يومًا أن أرى الحزب الذي أنتمي إليه يسلك هذا الطريق».

ترامب يرد: «أنا لست ملكًا»

وفي أول تعليق له، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس»:«الب عض يصفني بالملك.. لكنني لست كذلك».

ورغم محاولته التقليل من أهمية المظاهرات، يرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تمثل تحديًا سياسيًا وشعبيًا غير مسبوق لإدارته، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكانت هذه الموجة من المظاهرات امتدادًا لحراك بدأ في يونيو الماضي، حيث خرج آلاف الأمريكيين في يوم عيد ميلاد ترامب رفضًا لما وصفوه بـ«تقديس الفرد».

انقسام سياسي حاد وردود فعل متباينة

هاجم رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الاحتجاجات، معتبرًا أنها «تعبير عن كراهية لأمريكا»، بينما اتهمت شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري منظميها بالتحريض على العنف، خاصة عقب مقتل الناشط اليميني المؤيد لترامب، تشارلي كيرك، الشهر الماضي.

من جانبها، رأت الباحثة في شؤون الحركات الاجتماعية دانا فيشر، أن هذه المظاهرات، حتى وإن لم تغير سياسات ترامب مباشرة، فإنها قد تعيد الزخم إلى المعارضة داخل المؤسسات، مشيرة إلى أن عدد المشاركين ربما تجاوز ثلاثة ملايين شخص، ما يجعلها من أكبر الاحتجاجات في التاريخ الأمريكي الحديث.