رئيس مجلس الادارة و التحرير
نجلاء كمال

حذف مفاجئ لحساب صالح الجعفراوي من "إنستجرام".. وموجة غضب ضد شركة "ميتا"

شرين احمد

الأربعاء, 15 أكتوبر, 2025

09:37 ص

بشكل مفاجئ، أقدمت شركة «ميتا» على حذف حساب الصحفي والمصور الفلسطيني الراحل صالح الجعفراوي من منصة «إنستجرام»، رغم تجاوزه حاجز الثلاثة ملايين متابع، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً واتهامات للشركة بمحاولة طمس المحتوى الفلسطيني الرقمي.

وجاء الحذف بعد سلسلة من عمليات التعطيل السابقة التي استهدفت حساب الجعفراوي خلال الأشهر الماضية، على خلفية منشوراته التي وثقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بالصوت والصورة، مسلطة الضوء على معاناة المدنيين والمناطق المنكوبة.

مصور ميداني وذاكرة بصرية للحرب

الجعفراوي، الذي قُتل قبل يومين برصاص عصابات مسلحة في غزة – وفقاً للتقارير الإعلامية – كان من أبرز الصحفيين الميدانيين الذين نقلوا تفاصيل الحرب من قلب الحدث، وعمل مصوراً مستقلاً مع عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية.

وبرز اسمه خلال العامين الأخيرين بفضل مقاطع الفيديو الميدانية التي نشرها عبر «إنستجرام»، والتي حصدت ملايين المشاهدات، ووثقت لحظات مؤلمة من حياة الغزيين تحت القصف. وقد عُرف بمهنيته العالية وإصراره على التغطية رغم ما واجهه من تضييق وتشكيك في مصداقيته من جهات إسرائيلية.

وفي وقت سابق، وبعد إغلاق حسابه مؤقتاً، كتب الجعفراوي عبر منصة «إكس»:"من قلب شمال قطاع غزة، ومن قلب الميدان، مكملين لو يحذفولنا ألف حساب، تابعوني على منصة إنستغرام".

لكن بعد اغتياله بأيام قليلة، اختفى الحساب بشكل كامل من المنصة، بما في ذلك أرشيفه الرقمي الذي وثّق سنوات من العمل الميداني.

مخاوف من "محو الذاكرة الفلسطينية"

أثار قرار «ميتا» بحذف الحساب موجة غضب واستنكار بين الصحفيين والناشطين، الذين اعتبروا الخطوة شكلاً من أشكال "المحو الرقمي للذاكرة الفلسطينية"، خاصة أنها طالت أحد أبرز من وثقوا بالصورة والفيديو تفاصيل الحرب في غزة.

وكتبت الكاتبة الفلسطينية الأمريكية سوزان أبو الهوى عبر «إكس»:"ظننت يوماً أن الحديث عن محاولات إسرائيل محو الأدلة الرقمية مبالغة، لكن بعد حذف حساب صالح الجعفراوي الذي تجاوز 4.5 مليون متابع، أدركت أن الأمر حقيقي. ميتا لم تحذف الحساب فقط، بل أزالت أرشيفه بالكامل".

كما كتبت إحدى الناشطات:"حين تمسح ميتا حسابات صالح الجعفراوي، فهي لا تستهدف الحاضر بل تمهد لمعركة الذاكرة. من لا يملك أرشيفه يصبح تاريخه عرضة للتزوير".

وأضافت ناشطة صومالية:"شركات التكنولوجيا تحذف الأدلة اليوم لتتحكم في رواية الغد. حذف الأرشيف يعني كتابة تاريخ بلا شهود".

اتهامات متكررة لشركة "ميتا"

تواجه «ميتا» منذ سنوات اتهامات بتقييد المحتوى الفلسطيني وحذف منشورات أو حسابات توثق انتهاكات في الأراضي المحتلة، في وقت يرى فيه ناشطون أن هذه الإجراءات تتجاوز سياسة المحتوى لتصبح أداة ضغط سياسية تُضعف انتشار الرواية الفلسطينية وتحدّ من توثيق الجرائم ضد المدنيين.

ويرى مراقبون أن حذف حساب الجعفراوي، بعد رحيله، يحمل رمزية قاسية تتجاوز شخصه إلى ما هو أعمق، إذ يمثل محاولة لطمس الشاهد الرقمي على واحدة من أكثر الحروب توثيقاً بالصوت والصورة في التاريخ الحديث.