يواصل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إثارة الجدل بتصريحاته غير المسؤولة، وهذه المرة عبر طرحه "أوهامًا" خطيرة بشأن مستقبل سكان غزة، متحدثًا عن خطط لتهجيرهم والسيطرة على القطاع، وكأنه قطعة عقارية معروضة للبيع. غير أن هذا الطرح لم يواجه سوى الرفض القاطع من مختلف الأطراف الدولية، التي رأت فيه امتدادًا لسياسات التطهير العرقي والانحياز الأمريكي الفج لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
إدانات دولية صارخة: العالم يرفض "العبثية الترامبية"
أبدى المجتمع الدولي استياءه العميق من تصريحات ترامب، مؤكدًا أن أي تسوية للصراع في الشرق الأوسط يجب أن تستند إلى حل الدولتين، لا إلى مخططات خيالية غير قابلة للتطبيق.
أكد العاهل الأردني رفض بلاده القاطع لأي محاولات لضم أو تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية، محذرًا من خطورة هذه الطروحات على استقرار المنطقة.
وشددت الخارجية الفرنسية على أن أي حل لغزة يجب أن يكون في إطار دولة فلسطينية مستقبلية، وليس عبر فرض السيطرة عليها من قبل أي طرف خارجي.
وحذر الكرملين من أن أي محاولات لتغيير الواقع في غزة بشكل أحادي ستؤدي إلى تصعيد خطير، مؤكدًا أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا عبر الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولتهم.
ووصفت منظمة العفو الدولية تصريحات ترامب بأنها "غير إنسانية"، مؤكدة رفضها لمحاولات فرض السيطرة بالقوة والسخرية من حق الشعوب في تقرير مصيرها.
و انتقدت عضوة الكونغرس الأمريكي من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، تصريحات ترامب، مؤكدة أن الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان، وأن دعوات التهجير هذه ليست إلا امتدادًا لسياسات التطهير العرقي المدعومة من الكونغرس الأمريكي.
السعودية في مقدمة الدول الرافضة للتهجير
منذ اللحظة الأولى، وقفت المملكة العربية السعودية موقفًا حاسمًا ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو فرض حلول أحادية الجانب. فقد أكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية "ثابت وراسخ"، وأنها لن تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم تُقام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما شدد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على أن المملكة ستواصل جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني.
حماس: غزة ليست للبيع وترامب لا يفهم شيئًا عن فلسطين
ردّت حركة حماس على تصريحات ترامب بلهجة حادة، حيث وصف عضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، كلامه بأنه يعكس "تخبطًا وجهلًا عميقًا" بفلسطين والمنطقة. وأكد الرشق أن غزة ليست أرضًا مشاعًا ليقرر أي طرف مصيرها، بل هي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأي حل يجب أن يكون قائمًا على إنهاء الاحتلال، لا على "عقلية تاجر العقارات" التي يتعامل بها ترامب مع القضية الفلسطينية. كما شدد على أن الشعب الفلسطيني، مدعومًا بأمته العربية والإسلامية، سيُحبط أي مخططات تهجير أو ترحيل.
سيناتور أمريكي: "ترامب فقد عقله تمامًا"
من داخل الولايات المتحدة نفسها، جاء الرد الأكثر قسوة من السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الذي وصف تصريحات ترامب بأنها "جنون مطلق"، محذرًا من أن أي تدخل عسكري أمريكي في غزة سيؤدي إلى "مذبحة لآلاف الجنود الأمريكيين وحرب تدوم لعقود في الشرق الأوسط".
وهم جديد يُضاف إلى قائمة إخفاقات ترامب
مرة أخرى، يثبت دونالد ترامب جهله العميق بواقع الشرق الأوسط، وافتقاده لأدنى درجات الحكمة في التعامل مع القضايا الدولية الحساسة. فبينما يحلم بفرض حلوله بالقوة، يواجه طروحاته رفضًا عالميًا صارخًا، ليبقى السؤال: متى يتوقف هذا الرجل عن بيع الأوهام؟