رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

المخطط لن يمر.. رفض مصري شعبي لخطة ترامب بشأن نقل فلسطينيين إلى سيناء

المصير

الأحد, 26 يناير, 2025

05:59 م

أرشيفية

لم تتوقف ردود الفعل المصرية -غير الرسمية- على ما صرّح به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطة "تطهير" غزة، حيث قال إنه يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع في محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، حسب زعمه.

ووجدت هذه الخطة رفضًا شعبيًا عارمًا، ومساندًا للموقف الرسمي الذي أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأكد عليه وزير الخارجية بدر عبدالعاطي في أكثر من مناسبة سابقة، بأن قضية تهجير الفلسطينيين خط أحمر بالنسبة لمصر.

تطهير المنطقة!

وصرح ترامب للصحفيين قائلًا: "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، واصفا غزة بأنها "مكان مدمر"، وقائلا إن هذه الخطوة قد تكون "موقتة أو طويلة الأجل".

وقال الرئيس الأمريكي إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، بعد أن تسببت حرب إسرائيل ضد حركة حماس في وضع إنساني صعب بالإضافة إلى مقتل عشرات الآلاف.

وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحا مؤقتا أو طويل الأجل، قال ترامب: "يمكن أن يكون هذا أو ذاك".

الرئيس أفشل المخطط سابقًا

تعليقا على ذلك أكد الخبير العسكري اللواء أحمد الشاذلي، أن مصر رفضت بصرامة منذ بداية الحرب فكرة تهجير الفلسطينيين وكل الضغوط والمحاولات والإملاءات والإغراءات للقبول بهذا الأمر.

وأضاف أن "الرد المصري أتى على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال سابقا إنه يمكن نقل الغزاويين إلى صحراء النقب لحين الانتهاء من العملية العسكرية، وهو ما أصاب المحاولات السياسية لفرض الأمر على مصر بالفشل الذريع".

Image

كما تابع قائلا: لا أعتقد أنه سيكون هناك أي تغيير في السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية"، منوها بالقول إنه سبق للرئيس الأمريكي أن ذكر أسماء دول أخرى يمكن نقل الفلسطينيين إليها مثل ماليزيا.

ورقة أخيرة

كذلك اعتبر "أن الفكرة لم تختمر بعد"، مضيفا أن "هناك اتجاها آخر يراد نقل سكان غزة إليه ولكنه سيذكر في وقت آخر كورقة أخيرة.

مخطط منذ 1948 ورفض فلسطيني

من جانبه قال الدكتور رفعت سيد أحمد الباحث السياسي والخبير الاستراتيجي، إن هناك رفض فلسطيني قبل أن يكون مصريًا تجاه هذا التهجير، وهو ليس أمرًا جديدًا، بل خطة قديمة تعود إلى ما بعد حرب 1948، حيث عرضت على مصر في تلك الفترة، ثم على جمال عبد الناصر، ثم على الرؤساء الذين تلوه.

Image

أضاف في تصريحات لـ"المصير"، أن هناك برنامج كبير وضعه إيلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في عام 2010 حول هذا الموضوع. هذا البرنامج لاقى رفضًا تامًا من الجانبين الفلسطيني والمصري. مشددًا على أن الفلسطينيين يرفضون حتى لو عرض عليهم قطعة من الجنة، فهم لا يقبلون استبدال فلسطين بأي دولة عربية أخرى.

واستطرد الخبير الاستراتيجي، " أما النقطة الثانية، فهي أن هذا يعتمد على الضعف العربي، وتقبل التهديدات دون مقاومة. لكن عندما يشعر أن هناك رفضًا عربيًا قويًا، سيتراجع حتمًا. وهذا في تقديري الشخصي".

مصر ترفض بشكل قاطع

وتابع " النقطة الثالثة هي أن الجانب المصري يرفض هذا الموضوع تمامًا، وبالتالي سيوجه رفضه العلني لهذه الصفقة إلى الرئيس ترامب. وهذه الصفقة تتوافق مع تصريحات ترامب التي تتضمن ضغطًا على ثلاث دول عربية، من بينها الأردن ومصر".

وأكد أن مصر، على وجه الخصوص، ترفض هذا الأمر بشكل قاطع، لأن هذا يؤثر على الأمن القومي المصري في سيناء، بالإضافة إلى تأثيره على الصراع العربي الإسرائيلي. في حالة حدوث ذلك، قد يلجأ الفلسطينيون لفتح جبهة في سيناء، مما يثير تدخل إسرائيل، وعندها سيتدخل الجيش المصري، مما سيؤدي إلى أزمة كبيرة لمصر.

وأكد بالقول :" إذن، هناك رفض مصري لهذا المشروع من منطلق الأمن القومي، ومن زاوية النوايا الإسرائيلية الخبيثة لإعادة السيطرة على سيناء بدعم أمريكي".

واختتم د. رفعت سيد أحمد قائلًا :" أما النقطة الرابعة، فأعتقد أنه من الأفضل لمصر أن تتخذ موقفًا رافضًا لهذا المشروع من الآن، وأن تُعلن هذا الرفض علنًا وبقوة. لأن الآثار المترتبة على هذا الأمر ستكون خطيرة للغاية".

تصفية القضية الفلسطينية

كما علق الكاتب الصحفي والبرلماني مصطفى بكرى، حيث اعتبر  أن حديث ترامب يمثل جزءًا من "مؤامرة" تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

Image

وقال  بكرى في تعليقه: "حديث ترامب عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر يكشف أبعاد المؤامرة، ويؤكد أن واشنطن تدعم المخطط.

 وأضاف بكرى : "أقول لترامب: كف عن العبث، واعلم أن مصر كلها خلف الرئيس السيسي في رفضه لمؤامرة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية".

وأكد بكرى أن مصر لن تقبل أبداً بأي محاولة للتنازل عن سيادتها أو المساس بأراضيها، قائلاً: "لن نقبل بالتفريط في سيادة مصر على أرضها، قرار مصر ينبع من داخلها، ومخطط الصهاينة والأمريكان لن ينفذ إلا على جثثنا". وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يظل متمسكاً بأرضه وقضيته العادلة.

وفي ختام تعليقه، شدد بكرى على أن مصر لن تخضع لأي مؤامرات أو ضغوط تهدف إلى المساس بسيادتها، موضحاً أن رفضها للمخططات الأمريكية والإسرائيلية ثابت ولن يتغير.

حل الدولتين الحل

فيما انتقد  رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اقترح خلالها إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

Image

 وفي تغريدة نشرها ساويرس على حسابه الشخصي على منصة "إكس"، قال فيها  : "الأخ ترامب عايز يهجر الفلسطينيين لمصر و الأردن... لا حل ولا سلام إلا بحل الدولتين. وحل الدولتين أيضًا سيفتح الباب لحكم غزة والضفة لممثلي الشعب الفلسطيني المنتخب، وينهي انفراد حماس بحكم غزة، ويسهل عملية إعادة تعمير غزة، وينهي معاناة سكانها".

انتهاك لحقوق الفلسطينيين

كما أدانت نقابة الصحفيين، بكل قوة موقف الرئيس الأمريكي ترامب وتصريحاته اليوم، التي تضمنت إشارات غير مقبولة حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، كجزء من محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وأكدت النقابة، في بيان الأحد، أن مثل هذه التصريحات تعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتجاوزًا للقرارات الدولية، التي تؤكد حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

Image

وأشادت نقابة الصحفيين، بصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وتمسكه بأرضه، ورفضه الرحيل عنها تحت أي دعوى، داعمة الموقف الرسمي المصري، الذي عارض منذ بداية العدوان مخطط التهجير، وإجبار الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم (قسرًا، أو طوعًا) كطريق لتصفية القضية، الذي أعلنت عنه مؤسسات الدولة في أكثر من مناسبة.

وأد المخطط في مصر والأردن

ودعت نقابة الصحفيين، الحكومتين المصرية والأردنية إلى اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها وأد هذا المخطط، مؤكدة دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، الذي دفع من دمائه ثمنًا كبيرًا للدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة.

كما دعت نقابة الصحفيين، المجتمع الدولي، وكل المؤسسات والأطراف الفاعلة في هذا الملف للإعلان عن موقفها الرافض لما طرحه الرئيس الأمريكي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للرد عليه، لافتة إلى أن السعي لتنفيذ هذا المخطط سيصاعد الأزمات في المنطقة.