تصدر اسم ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، بعد انتشار شائعات تزعم عودته إلى الساحل السوري وما ترتب عليها من مزاعم حول وقوع اضطرابات في مدن الساحل. ورغم أن وزارة الإعلام السورية سارعت إلى نفي هذه الادعاءات، إلا أن الجدل حول الموضوع لم يهدأ، خاصة مع تصدر وسم "ماهر الأسد" الترند على منصة "إكس" (تويتر سابقًا).
بداية الشائعة
انطلقت الشائعة من منشور لشاب سوري يُدعى نور ح. على منصات التواصل الاجتماعي، حيث زعم أن هناك تحركات للطيران الروسي وأن ماهر الأسد عاد إلى الساحل السوري. وما هي إلا دقائق معدودة حتى عاد نور ليؤكد أن المنشور كان مجرد "مزحة". لكن تلك المزحة، التي استمرت ثلاث دقائق فقط قبل حذفها، أشعلت موجة من الجدل والارتباك، إذ تناقلتها حسابات أخرى وأضفت عليها مزيدًا من التفاصيل التي أسهمت في تضخيم القصة.
موقف وزارة الإعلام السورية
وزارة الإعلام السورية، عبر مكتب العلاقات الصحفية، سارعت إلى الرد على هذه الشائعات، ووصفتها بأنها جزء من "حملة تضليل إعلامي يقودها ذباب إلكتروني وصفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي". وأوضح المكتب، في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن هذه الحملات "تهدف إلى إثارة النعرات الطائفية ونشر الفوضى والتشويش الإعلامي في البلاد"، مؤكدًا أن الجهات التي تقف وراء هذه الادعاءات مرتبطة برموز النظام السابق وبعض الإعلاميين الحربيين.
وأضاف المكتب أن الشعب السوري "أثبت وعيه وتمسكه بقيمه الوطنية" في مواجهة هذه المحاولات المتكررة لإثارة الفتن.
تحليل منصة "تأكد"
منصة "تأكد"، المتخصصة في التحقق من الأخبار والمعلومات المتعلقة بالشأن السوري، أكدت أن الادعاءات المتعلقة بعودة ماهر الأسد إلى الساحل لا أساس لها من الصحة. وأوضحت المنصة أن المنشور الأصلي كان مجرد شائعة أطلقها شخص واحد دون أي أدلة، وأن الشائعات التي تبعته ما هي إلا امتداد لمحاولات خلق حالة من الارتباك الإعلامي.
من هو ماهر الأسد؟
ماهر الأسد هو شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأحد الشخصيات العسكرية البارزة في النظام السوري. شغل منصب قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، التي لعبت دورًا رئيسيًا في قمع الثورة السورية منذ عام 2011. وتُعرف الفرقة الرابعة بولائها المطلق للنظام واستخدامها القوة المفرطة في مواجهة المعارضة.
لمع اسم ماهر الأسد كواحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل داخل النظام، إذ كان يُعرف بقراراته الحازمة وأحيانًا الوحشية في التعامل مع المعارضين. وخلال سنوات الحرب السورية، اتُهم بقيادة عمليات عسكرية تسببت في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ما جعل اسمه يتردد في سياقات العقوبات الدولية المفروضة على رموز النظام السوري.
تأثير الشائعات
انتشار شائعة عودة ماهر الأسد يعكس هشاشة الوضع الإعلامي في سوريا، حيث أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة لنشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة. كما أن انتشار مثل هذه الشائعات يُبرز حالة الانقسام المجتمعي والسياسي التي ما زالت تلقي بظلالها على البلاد، حتى بعد مرور سنوات على الإطاحة بالنظام.
رغم نفي وزارة الإعلام السورية للشائعات، إلا أن الجدل الذي أثارته يسلط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام، خاصة في أوقات الأزمات. ويبقى اسم ماهر الأسد، سواء عاد أو لم يعد، مرتبطًا بتاريخ طويل من الأحداث التي شكّلت ملامح الصراع السوري.