كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن الأسباب الرئيسية وراء أزمة الأعلاف في مصر، مشيرًا إلى أن بعض العوامل خارجة عن إرادتنا.
وأشار نور الدين إلى أن 80% من إنتاج السمك في العالم يعتمد على المزارع، وأن البحار والمحيطات عانت من تراجع المخزون السمكي بسبب الصيد الجائر على مر العصور، مما أدى إلى ندرة الزريعة في المياه.
وأضاف نور الدين أن الاعتماد على الأعلاف المستوردة أصبح أمرًا ضروريًا لتغذية الأسماك، حيث يتم استيراد مكونات رئيسية مثل الذرة الصفراء وفول الصويا بالكامل من الخارج. كما أن هذه الأعلاف أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بسعر الدولار، وهو ما جعل الأسعار تتقلب، خاصة بعد أزمة السيولة الدولارية التي شهدتها مصر.
وأكمل نور الدين قائلاً: إن نقص السيولة الدولارية تسبب في صعوبة دفع مستحقات استيراد الأعلاف، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وزيادة أسعار الأسماك والدواجن والبيض واللحوم، حيث تعتمد جميع هذه الصناعات على الأعلاف.
وفيما يتعلق بحلول الأزمة، أوضح نور الدين أن الحل يكمن في زيادة إنتاج المحاصيل الحيوية مثل الذرة الصفراء وفول الصويا في مصر.
وأكد نور الدين على أهمية التركيز على المحاصيل الصيفية، حيث يتم تخصيص مساحات كبيرة لزراعة الأرز الذي يُعد محصولًا رئيسيًا في مصر، لكن يمكن تحويل جزء من هذه الأراضي لزراعة فول الصويا، مما يسهم في حل أزمة الأعلاف.
وأوضح نور الدين أن الحلول تتطلب أيضًا تضافر جهود الحكومة مع القطاع الخاص والمستثمرين لتطوير صناعة الزيوت من خلال استخدام المحاصيل المحلية مثل فول الصويا.
وتطرق نور الدين إلى قضية استيراد بذور فول الصويا، مشيرًا إلى أن مصر لا تملك التقنية اللازمة لإنتاج هذا المحصول محليًا حتى الآن، لكن يمكن استيراد البذور وتطويرها لتناسب الظروف المحلية.