رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

لبنان يكتم أنفاسه انتظارًا ليوم الأحد.. ما الذي سيحدث؟

ادم صالح

الجمعة, 24 يناير, 2025

02:24 م

حزب الله

مع اقتراب فجر يوم الأحد، يعيش لبنان على وقع ترقّب مشوب بالخوف لما قد تؤول إليه الأوضاع مع انتهاء هدنة الستين يومًا بين حزب الله وإسرائيل، بعد حرب طاحنة استمرت أكثر من عام. تلك الحرب التي اشتعلت إثر قرار حزب الله الانضمام إلى جبهة المقاومة في غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

حرب شاملة وآثار مدمرة

تحولت تلك المواجهة إلى حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، كانت الأعنف في تاريخ الصراع. استهدفت إسرائيل قيادات الصف الأول في الحزب، وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، الذي اغتيل في عملية نوعية فجّرت أجهزة بيجر مزروعة داخل مقرات الحزب. كما نفذت إسرائيل توغلات برية محدودة في جنوب لبنان، حيث شهدت تلك المناطق معارك شرسة أودت بحياة المئات من الجنود الإسرائيليين.

في المقابل، أطلق حزب الله مئات الصواريخ التي استهدفت العمق الإسرائيلي، متسببًا في تهجير مئات الآلاف من سكان شمال إسرائيل، وفرض حالة استنفار غير مسبوقة.

هدنة هشة

بجهود دولية كبرى، تم توقيع هدنة لمدة 60 يومًا بدأت منذ شهرين. لكن هذه الهدنة، التي وُصفت بالهشة، تنتهي فجر الأحد المقبل، في ظل أجواء متوترة وتصعيد متبادل في الخطاب السياسي والعسكري.

بيان حزب الله وتحذير مبطّن

أصدر حزب الله بيانًا حازمًا قبل ساعات، أكد فيه أنه مع انتهاء الهدنة، يجب على إسرائيل الانسحاب الكامل من كل شبر من جنوب لبنان، محمّلًا الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي مسؤولية ضمان تنفيذ ذلك. وألمح البيان إلى احتمال عودة الحزب إلى الحرب في حال عدم تحقيق هذا الشرط.

موقف إسرائيل

على الجانب الآخر، تشير التقارير الواردة من إسرائيل إلى أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب بالكامل من بعض المناطق والقرى الحدودية في جنوب لبنان، ما يزيد من احتمالية التصعيد.

سيناريوهات متوقعة

مع اقتراب الموعد الحاسم، تقف لبنان على مفترق طرق حرج. السيناريوهات المحتملة تشمل:

1. عودة الحرب: في حال استمرت إسرائيل في تواجدها العسكري جنوب لبنان، قد يعود حزب الله إلى الحرب، وهو سيناريو كارثي قد يؤدي إلى تدمير واسع النطاق في مناطق جديدة من بيروت والجنوب اللبناني.

2. تدخل دولي: قد تتدخل القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، لمنع انهيار الهدنة عبر الضغط على الطرفين لتمديدها أو التوصل إلى اتفاق جديد.

3. مفاوضات لبنانية إسرائيلية غير مباشرة: مع وجود رئيس لبناني جديد، جوزيف عون، الذي تم انتخابه مؤخرًا بعد فراغ رئاسي دام سنتين، قد يسعى لبنان إلى استغلال وجوده لإجراء مفاوضات غير مباشرة تضمن استعادة السيادة على الجنوب دون تصعيد عسكري.

مخاوف اللبنانيين

يعيش اللبنانيون حالة من القلق والترقب لما ستؤول إليه الأمور. فالأضرار التي خلفتها الحرب الأخيرة ما زالت قائمة، بعد أن دمرت أجزاء واسعة من بيروت والجنوب. ومع تدهور الوضع الاقتصادي والفراغ السياسي الذي عانى منه لبنان لسنوات، فإن أي تصعيد جديد قد يكون بمثابة ضربة قاضية للبنية التحتية الهشة وللاستقرار الاجتماعي.

الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير لبنان والمنطقة بأكملها، إذ أن التوترات المشتعلة قد تشعل فتيل حرب جديدة، أو تُمهّد لاتفاق تاريخي يُنهي سنوات من الصراع. لكن حتى الآن، يبقى كل شيء رهن الساعات الحرجة المقبلة.