سوزان مبارك
تصدرت سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، حديث منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بالتزامن مع معرض الكتاب 2025.
السبب في ذلك يعود إلى تغريدة كتبها علاء مبارك، نجل الرئيس الراحل، حيث استحضر فيها مشروعًا ثقافيًا ترك بصمة واضحة في حياة الأجيال المصرية: "القراءة للجميع".
في تغريدته، قال علاء مبارك: "بمناسبة معرض الكتاب ٢٠٢٥ نتذكر مشروعًا غنيًا عن التعريف ومن أهم المشاريع الثقافية: مشروع القراءة للجميع ومكتبة الأسرة، الذي عمل على توفير ملايين الكتب بأسعار زهيدة، بل وصل الأمر إلى توفره مجانًا كما حدث في حملة المليون كتاب، حتى يكون الكتاب في متناول الجميع ويساهم في نشر المعرفة والثقافة. كل عام وحضرتك بخير، متعك الله بالصحة والعافية".
فيديوهات قديمة لسوزان مبارك
ما إن انتشرت التغريدة حتى انهالت التفاعلات، حيث أعادت عشرات الحسابات نشر فيديوهات أرشيفية للسيدة سوزان مبارك وهي تفتتح مكتبات مشروع "القراءة للجميع" في مختلف أنحاء مصر. وأظهرت هذه المقاطع حجم الجهود التي بذلتها في دعم الثقافة والمبادرات القرائية، ما جعل اسمها يتصدر "ترند" على منصة "إكس".
القراءة للجميع.. إنجاز ثقافي استثنائي
كان مهرجان "القراءة للجميع"، الذي أطلقته سوزان مبارك في أوائل التسعينيات، مشروعًا ثقافيًا رائدًا استهدف إحياء عادة القراءة بين مختلف شرائح المجتمع المصري، وخاصة الأطفال والشباب. ومن خلال هذا المشروع، تأسست مكتبة الأسرة التي وفرت ملايين الكتب في شتى المجالات بأسعار رمزية للغاية، بعضها كان يباع بجنيهات قليلة، بينما تم توزيع كتب أخرى مجانًا ضمن حملة "المليون كتاب".
ترك مشروع "القراءة للجميع" أثرًا كبيرًا في زيادة نسبة القراءة بمصر. فقد ساهم في إحياء سوق الكتاب المحلي، ورفع نسب طباعة الكتب التي شملت أعمالًا أدبية وعلمية وتاريخية وحتى كتب الأطفال. استفادت آلاف الأسر من مكتبة الأسرة، حيث باتت القراءة عادة متاحة للجميع وليست مقتصرة على طبقة معينة.
كانت مكتبة الأسرة ركيزة أساسية للمشروع، حيث وفرت كتبًا تستهدف فئة الأطفال والشباب بأسلوب مبسط وجذاب، مما ساهم في غرس عادة القراءة منذ الصغر. كما ساعد المشروع في تنمية مهارات التفكير لدى الأطفال، وتوسيع مداركهم، وتعزيز معرفتهم بمختلف العلوم والفنون.
عودة الحديث عن مشروع القراءة
إحياء ذكرى المشروع عبر منصات التواصل يعكس حنين الكثيرين إلى تلك الفترة، حين كان الكتاب في متناول الجميع، وكانت القراءة جزءًا من حياة كل أسرة مصرية. ومع الحديث عن معرض الكتاب 2025، تجددت المطالب بضرورة إحياء مبادرات مشابهة تعيد للكتاب دوره الأساسي في نشر الوعي والثقافة بالمجتمع.
تصدرت سوزان مبارك المشهد مجددًا بعد سنوات من غيابها عن الأضواء، لكن ذكراها ما زالت حاضرة في عقول من عاشوا تجربة "القراءة للجميع" وتأثروا بها. يبقى السؤال: هل يشهد المستقبل عودة لمثل هذه المبادرات؟