جيهان فاضل
الفن قد يكون بوابة للنجومية والشهرة، لكنه في أحيان كثيرة يكون السبب في انهيار حياة العديد من النجوم بعد أن يبتعد عنهم الضوء.
توفيق عبد الحميد، سائق تاكسي، وجيهان فاضل التي تحولت إلى بائعة بطيخ، حسين أبو حجاج الذي يعمل في ورشة كاوتش، وحسين أبو شنب الذي أصبح كهربائي لحام، كل هؤلاء كانوا في يوم من الأيام وجوه مألوفة في الوسط الفني.
اليوم، هم لا يستطيعون تأمين لقمة عيشهم بعد أن خذلهم الفن. وهناك العديد من القصص لفنانين تحولت حياتهم بعد أن خانهم عالم الأضواء.
أول الفنانين الذين نلتقي بهم في هذا التقرير هو توفيق عبد الحميد، الذي كان له حضور قوي في بداية الألفية من خلال أعمال بارزة مثل "حديث الصباح والمساء". لكن مع مرور الوقت، أصبح محصورًا في أدوار ثابتة لم تمنحه الفرص للظهور والتألق، مما أدى إلى قلة الأعمال الموجهة له. في إحدى الحلقات مع إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة"، كشف توفيق عن معاناته وقال إنه كان يفكر في تحويل سيارته إلى تاكسي لكي يضمن لقمة العيش بعد أن أصبح غير قادر على تأمين احتياجات أسرته.
ثانيهم هو حسين أبو حجاج، الممثل الذي اشتهر بدوره في مسلسل "الكبير أوي"، فقد أكد أنه لم يكن يعتمد على الفن كمصدر رئيسي للعيش. رغم نجاحه في المسلسل، إلا أن الأجور التي كان يتقاضاها لم تكن كافية، خاصة أنه كان يعمل ككومبارس. لهذا السبب قرر فتح ورشة كاوتش في بلدته المنيا ليؤمن رزقه.
حسين كان صريحًا في حديثه عن مدى معاناته بسبب قلة الأجور وعدم استحقاقه لما يتناسب مع موهبته. وفي الوقت ذاته، أصبح بعيدًا عن الأضواء ولم يعد يظهر في المسلسل الذي كان سببًا في شهرته، بعدما قرر أحمد مكي وقف أجزاء المسلسل بسبب انخفاض شعبيته.
أما النجمة جيهان فاضل، التي كانت من أبرز وجوه الفن في التسعينيات وحققت نجاحًا كبيرًا بفضل جمالها الأخاذ وأدائها المتميز في العديد من الأدوار. لكن فجأة، اختفت جيهان من الساحة الفنية بعد زواجها وإنجابها للأطفال. ورغم أنه كانت لها أدوار كبيرة، إلا أن قلة الفرص الفنية وعدم وجود دعم مادي جعلها تختار السفر إلى كندا. في كندا، كانت تعمل في سوبر ماركت، وظهرت في فيديو لها وهي تبيع بطيخًا في الشارع لتأمين قوت أولادها بعد أن تركت الفن وتخلى عنها.
وأخيرًا، نلتقي بالفنان حسين أبو شنب، الذي ارتبط اسمه بلقب "شنب مصر الأول". ولكن مشاكله الشخصية بدأت تتزايد، خاصة بعد حادثة مهرجان القاهرة السينمائي عندما منعه حسين فهمي من الظهور على السجادة الحمراء بسبب شكله، إضافة إلى موقف آخر في عزاء شقيقه مصطفى فهمي عندما رفض مصافحته بسبب "الشنب". ورغم محاولاته للبروز في أدوار كبيرة، فإنه لا يعتمد على التمثيل كمصدر دخل. حسين يعمل كحداد لحام وكهربائي ليتمكن من تلبية احتياجاته وحاجات عائلته.
هذه القصص تعكس الواقع الصعب الذي يعيشه عدد من النجوم الذين غدر بهم الفن، بعد أن كانوا في قمة المجد والشهرة. الحياة لم تكن رحيمة معهم بعد أن تراجعت الفرص وظروفهم المعيشية، ليجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن مصادر دخل أخرى بعيدًا عن عالم الأضواء.