أرشيفية
شهدت مدينة تل أبيب مساء اليوم عملية إطلاق نار أوقعت عددًا من الإصابات في صفوف الإسرائيليين، وفقًا لما أعلنته شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت التقارير الأولية إلى أن منفذ العملية قام بإطلاق النار على تجمع للمارة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة. ولم يتم التأكد حتى الآن من وجود قتلى.
وأوضحت الشرطة أن قواتها أطلقت النار على منفذ العملية، مما أدى إلى مقتله. وحتى اللحظة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وسط حالة من التوتر الأمني والترقب.
صفقة التهدئة: الأمل المرتقب
جاءت هذه العملية قبل يوم واحد فقط من دخول صفقة التهدئة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ. الصفقة، التي وُقعت يوم أمس، تنص على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي شهد أعنف عدوان إسرائيلي استمر لأكثر من عام وثلاثة أشهر، وخلّف أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى.
تتضمن الصفقة أيضًا إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل أسرى إسرائيليين محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، في خطوة كانت تهدف إلى تهدئة التوترات وفتح المجال لحلول سياسية مستقبلية.
تحليل العملية وتأثيرها على التهدئة
رسائل العملية
رسالة للمقاومة: قد تكون العملية رسالة تأكيد على أن الشعب الفلسطيني أو المقاومة لن يتوقفوا عن مواجهة الاحتلال، حتى مع وجود تهدئة مؤقتة.
رسالة لإسرائيل: العملية تُظهر هشاشة الأمن الإسرائيلي، حتى في أكثر المناطق تحصينًا، مما قد يُضعف صورة الحكومة أمام شعبها.
هل تؤثر العملية على صفقة التهدئة؟
1. إسرائيل واستغلال العملية: من المتوقع أن تستغل الحكومة الإسرائيلية، خاصة بقيادة بنيامين نتنياهو، هذه العملية لتبرير أي تراجع محتمل عن التهدئة. تصريحات متوقعة قد تشير إلى أن "الفلسطينيين لا يلتزمون بالاتفاقات"، رغم أن العملية جاءت في توقيت حساس وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
2. موقف المقاومة الفلسطينية: قد تصر حماس على أن العملية ليست مرتبطة بالتهدئة، وأنها لم تكن بتوجيه مباشر منها، مما يضع إسرائيل في موقف حرج إذا حاولت إلغاء الصفقة.
هل يقف اليمين الإسرائيلي المتطرف وراء العملية؟
معروف أن التيارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل تعارض بشدة أي صفقات تهدئة مع المقاومة الفلسطينية، خاصة إذا تضمنت إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
سيناريو التخريب: من الممكن أن تكون العملية قد نُفذت بتحريض أو بتسهيل من عناصر يمينية متطرفة تهدف إلى إفشال الصفقة، وزرع الشكوك بين الطرفين.
سابقة تاريخية: في الماضي، وقعت محاولات مشابهة لإفشال اتفاقيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، سواء عبر عمليات ميدانية أو قرارات سياسية.
التداعيات المتوقعة
1. على المستوى الفلسطيني: المقاومة قد تُصر على تنفيذ الصفقة، خاصة وأنها تمتلك ورقة الأسرى الإسرائيليين.
2. على المستوى الإسرائيلي: نتنياهو قد يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين المتطرف لإلغاء الصفقة أو تعليقها، ما يضع حكومته في مأزق سياسي كبير.
3. التأثير الإقليمي: أي تراجع عن الصفقة قد يعيد المنطقة إلى حالة التصعيد، ويؤثر على الجهود الدولية، خاصة من الوسطاء مثل مصر وقطر.
عملية تل أبيب تمثل اختبارًا جديدًا للصفقة المرتقبة. نجاح أو فشل هذه الصفقة قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبينما يبقى السؤال مفتوحًا حول منفذي العملية ودوافعها، فإن استمرار التهدئة يعتمد بشكل كبير على قدرة الطرفين على تجاوز هذه الحادثة والالتزام بما تم الاتفاق عليه.