في حديث خاص مع إذاعة "مونت كارلو" الدولية، أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، تصريحات لافتة تناولت الواقع السياسي والاقتصادي الراهن في لبنان، مسلطًا الضوء على أهمية الإصلاحات والعلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا.
العلاقة اللبنانية-الفرنسية والتحديات الراهنة
أشاد جنبلاط بالعلاقة التاريخية التي تجمع لبنان وفرنسا، مؤكدًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان من أوائل القادة الدوليين الذين زاروا بيروت عقب انفجار مرفأ بيروت، ما يعكس التزام فرنسا بدعم لبنان في أزماته المتلاحقة. وأشار إلى أن هذه العلاقة تكتسب أهمية خاصة في الوقت الراهن، حيث يلعب الفرنسيون دورًا محوريًا في الضغط لتحقيق العدالة والإصلاحات الضرورية.
الإصلاحات الشاملة ووقف إطلاق النار
جنبلاط شدد على أن لبنان يمر بمنعطف خطير يتطلب إصلاحات شاملة في مختلف المجالات. وأكد أن العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت يجب أن تكون أولوية قصوى، معتبرًا أن الوقت قد حان لتحقيقها. كما تطرق إلى ملف وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة تتولى الإشراف على ضمان تنفيذه، مما يعكس التزامًا دوليًا باستقرار لبنان.
الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وتشكيل الحكومة
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أوضح جنبلاط أن مطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا وصندوق النقد الدولي، تشمل تنفيذ إصلاحات جوهرية لضمان استقرار وازدهار لبنان. واعتبر أن تشكيل الحكومة المقبلة، المتوقع أن تكون برئاسة نواف سلام، سيكون محطة حاسمة لتقييم مدى إمكانية تنفيذ هذه الإصلاحات.
كما دعا جنبلاط إلى ضرورة اختيار فريق حكومي يتمتع بالكفاءة والنزاهة، لضمان تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب حكومة إصلاحية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
تصريحات جنبلاط تعكس رؤية واضحة لضرورة التحرك العاجل لإنقاذ لبنان من أزماته المتشابكة. بين المطالبة بالعدالة لضحايا مرفأ بيروت والإصلاحات الاقتصادية والسياسية، يبدو أن لبنان يقف على أعتاب مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات والآمال.