أثار تصريح وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد وجّه المسؤول القطري للشرع عبارة "شكراً سيدي الرئيس"، ما أدى إلى موجة من التعليقات المتباينة.
التوصيف يشعل مواقع التواصل
خلال المؤتمر، الذي عُقد عقب وصول آل ثاني إلى دمشق لإجراء محادثات موسعة مع الشرع، أثار استخدام وصف "سيدي الرئيس" ردود فعل حادة بين السوريين. رأى البعض في الكلمة تعبيراً عن دعم قطري واضح للقيادة الجديدة.
دعم قطري لإعادة الإعمار
خلال المؤتمر، أكد آل ثاني استعداد بلاده لدعم سوريا في إعادة بناء بنيتها التحتية. وأعلن عن تقديم 200 ميغاوات من الكهرباء كمساعدة أولية مع إمكانية زيادة الإمدادات تدريجياً. كما أبدى استعداد قطر لتقديم الدعم الفني اللازم لتشغيل الخدمات العامة، بما في ذلك الكهرباء، مؤكداً: "قطر تمد يدها لشراكة مستقبلية مع الشعب السوري".
الدور القطري في المشهد السوري الجديد
تُعد قطر من أوائل الدول الخليجية التي عادت لتتواصل مع سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. فبعد هجوم المعارضة السورية وسيطرتها على دمشق في ديسمبر الماضي، سارعت قطر لإعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية، لتكون ثاني دولة تقوم بذلك بعد تركيا.
وتسعى قطر حالياً لتعزيز شراكات استراتيجية مع الإدارة الجديدة، في ظل تحديات إعادة الإعمار وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها سنوات الحرب الطويلة.
موقف قطر التشدد ضد الأسد
منذ اندلاع الثورة السورية، تمسكت قطر بموقفها المناهض لنظام الأسد. ويبدو أن هذا الموقف ينعكس الآن في دعمها للإدارة الجديدة، حيث زار وفد سوري برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني الدوحة مؤخراً، ما يُعد خطوة نحو تعزيز العلاقات الثنائية.
دلالات سياسية وتطلعات مستقبلية
زيارة الوفد القطري الرفيع إلى دمشق، واستقبالهم بحفاوة من قبل أحمد الشرع ومسؤولين سوريين آخرين، تعكس تحركات سياسية لتعزيز التعاون الإقليمي ودعم الاستقرار في سوريا. كما تشير إلى أن قطر تسعى للعب دور محوري في إعادة بناء سوريا اقتصادياً وسياسياً، مع التركيز على المرحلة الانتقالية وضمان نجاحها.