قبل ساعة من الان تم التوقيع على اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي ، بعد مفاوضات شاقة أثمرت عن تفاهمات تهدف إلى إنهاء معاناة سكان القطاع.
الاتفاق جاء ليتجاوز كونه مجرد هدنة، حيث يتضمن بنودًا إنسانية وأمنية تهدف إلى تخفيف الأعباء عن كاهل الشعب الفلسطيني، وأقيمت الأفراح في أحياء غزة احتفالًا بانتهاء الحرب
بنود الاتفاق
الاتفاق شمل انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية إلى ما وراء الحدود مع غزة، بالإضافة إلى:
1. فتح معبر رفح: التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من معبر رفح، ما يتيح سفر الجرحى للعلاج في الخارج.
2. إدخال المساعدات: السماح بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا تحت إشراف قطري، إلى جانب إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف كرفان لتوفير الإيواء العاجل للنازحين.
3. الإفراج عن الأسرى: تنفيذ صفقة تبادل أسرى تشمل إطلاق سراح 1000 أسير فلسطيني من القطاع ومئات الأسرى المحكومين بالمؤبد، إضافة إلى تبييض سجون الاحتلال من جميع النساء والأطفال دون سن 19 عامًا.
4. إعادة النازحين: عودة النازحين إلى مناطقهم مع حرية الحركة في جميع أنحاء القطاع.
5. تقليص التواجد العسكري: الانسحاب التدريجي من ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا، مع ضمان غياب الطيران الإسرائيلي عن أجواء القطاع بين 8-10 ساعات يوميًا.
مراحل التنفيذ
الاتفاق حدد مراحل زمنية دقيقة لضمان التنفيذ السلس:
المرحلة الأولى (6 أسابيع): تسليم 33 أسيرًا إسرائيليًا بين أحياء وجثث، مقابل بدء تنفيذ البنود الإنسانية.
اليوم السابع: عودة النازحين من جنوب غزة إلى شمالها بلا تفتيش، بعد انسحاب الاحتلال من شارع الرشيد.
اليوم الـ22: انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من محور نتساريم إلى شرق شارع صلاح الدين، ما يسمح بحرية الحركة الكاملة داخل القطاع.
إعادة تأهيل القطاع
الاتفاق يشمل التزامًا بإعادة تأهيل القطاع صحيًا وإنسانيًا، عبر إدخال مستشفيات ميدانية وفرق طبية، وتأهيل المستشفيات القائمة لمواكبة الاحتياجات المتزايدة.
احتفالات الغزيين
وسط هذه التطورات، شهدت شوارع غزة احتفالات عارمة تعبيرًا عن فرحة السكان بالاتفاق، الذي ينهي معاناة طويلة خلفتها الحرب. الأعلام الفلسطينية رفرفت في كل مكان، وتجمع السكان في أحيائهم لإطلاق الألعاب النارية، مرددين شعارات تمجد المقاومة وتؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني.
يعد هذا الاتفاق خطوة كبيرة نحو تهدئة الأوضاع في غزة، مع آمال بأن يكون بداية حقيقية لتحسين حياة السكان وإعادة إعمار ما دمرته الحرب. ومع احتفال الغزيين، تبقى أعين الجميع على التنفيذ الدقيق لهذا الاتفاق، لضمان ترجمة بنوده إلى واقع ملموس.