رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

قوة فلسطينية تدير القطاع.. وزير الخارجية الأمريكي يكشف عن تفاصيل مثيرة لليوم التالي لوقف الحرب على غزة

المصير

الثلاثاء, 14 يناير, 2025

06:41 م

في تصريح مفاجئ حمل الكثير من الرسائل والتناقضات، كشف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن خطة "اليوم التالي" لما بعد انتهاء الحرب على غزة، موضحاً ملامح إدارة القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي. جاءت هذه التصريحات وسط أجواء مشحونة سياسياً ودبلوماسياً، ومع اقتراب إدارة بايدن من نهاية ولايتها.

خطة لإدارة غزة بعد الحرب

أعلن بلينكن أن الخطة تشمل انسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة وتشكيل سلطة فلسطينية مؤقتة لإدارته.

ستتألف هذه الإدارة من السلطة الفلسطينية مدعومة بقوة أمنية مشتركة من دول شريكة وعناصر فلسطينية يتم التحقق من هوياتهم.

سيتم الإشراف على جهود تحقيق الاستقرار والتعافي من خلال مسؤول أممي رفيع المستوى، لضمان إعادة إعمار القطاع وتمكين السكان من العودة إلى منازلهم.


كما دعا بلينكن إلى إجراء إصلاحات شاملة في السلطة الفلسطينية لتحقيق الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشدداً على ضرورة تمهيد الطريق لحل الدولتين حيث يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب بحرية وكرامة.

رسائل متناقضة.. دعوة لإقامة دولة فلسطينية!

المفاجأة الكبرى كانت في دعوة بلينكن إسرائيل لتحديد جدول زمني واضح لإقامة دولة فلسطينية. هذه التصريحات تبدو متناقضة مع مواقفه السابقة، حيث وصف نفسه في تصريحات سابقة بأنه "صهيوني"، وعبّر عن دعمه المطلق لإسرائيل.

بلينكن أكد أيضاً أن إسرائيل توسّع المستوطنات وتضم الأراضي بوتيرة غير مسبوقة في السنوات العشر الأخيرة، محذراً من أن الاستمرار في هذه السياسات سيقوّض أي فرصة لتحقيق السلام.

تحليل التصريحات: رسائل للداخل والخارج؟

هذه التصريحات أثارت تساؤلات عدة حول خلفياتها:

1. هل هي تناقض حقيقي؟
بلينكن، المعروف بدعمه لإسرائيل، يواجه انتقادات بسبب هذه التصريحات التي قد تبدو "ودية" تجاه الفلسطينيين. ولكن البعض يرى أنها مجرد حلاوة روح سياسية من إدارة بايدن التي تواجه تراجعاً في الشعبية مع اقتراب انتهاء ولايتها.


2. ضغوط المقاومة
أثبتت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب أن استئصالها ليس خياراً ممكناً، رغم الاستهداف المكثف لقادتها، مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية. فالمقاومة لم تكتفِ بالصمود بل فرضت شروطها على إسرائيل في ملف تبادل الأسرى، مما يعزز فرضية أن تصريحات بلينكن جاءت نتيجة للإقرار بقوة الواقع الجديد.


3. إدارة الأزمة داخلياً
قد تكون هذه التصريحات محاولة من الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع السياسية داخل الولايات المتحدة، حيث يواجه بايدن انتقادات متزايدة بسبب سياساته الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط.

صفقة التبادل ووقف إطلاق النار

أكد بلينكن أن حركة حماس قبلت مقترحات الرئيس بايدن بشأن وقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى، ما يعكس نجاح المقاومة في فرض شروطها:

تضمنت الصفقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

تضمن الاتفاق ضمانات دولية بعدم استهداف القطاع مجدداً، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع.


المقاومة.. قوة لا يمكن تجاوزها

رغم التحديات الهائلة التي واجهتها، أثبتت المقاومة أنها رقم صعب في المعادلة الإقليمية والدولية.

محاولات إسرائيل للقضاء على الحركة باءت بالفشل، حيث خرجت المقاومة من الحرب أكثر قوة وصلابة، بل وتمكنت من فرض شروطها على طاولة المفاوضات.

الإدانات الدولية المتزايدة للعدوان الإسرائيلي كشفت عن تغير في المزاج العالمي تجاه القضية الفلسطينية، ما أضاف زخماً جديداً للمقاومة.

 واقع جديد في غزة؟

تصريحات بلينكن حول إدارة غزة ودعوته لإقامة دولة فلسطينية قد تحمل في ظاهرها نوايا إيجابية، لكنها تثير الشكوك حول مدى جديتها. المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تثبت للعالم أن اجتثاثها غير ممكن، وأنها قادرة على قلب الموازين. ومع دخول المنطقة مرحلة جديدة من التوازنات، يبقى السؤال: هل ستُترجم هذه التصريحات إلى أفعال، أم أنها مجرد وعود زائفة في زمن التراجعات السياسية؟