مع بدء ولايته الجديدة في 20 يناير الجاري، يواجه دونالد ترامب تحديًا كبيرًا يتمثل في حرائق الغابات التي ضربت لوس أنجلوس، متسببة في خسائر تجاوزت 150 مليار دولار. وبصفته رجل أعمال قبل أن يكون رئيسًا، فإن أسلوبه في التعامل مع الأزمات غالبًا ما يحمل طابعًا براجماتيا .
سألنا شات جي بي تي كيف سيعوض ترامب الخسائر المهولة التي تكبدتها لوس أنجلوس بفعل الحرائق التي لم تخمد حتى الآن ، فقدم سيناريوهات متعددة قد يلجأ إليها ترامب لتعويض الخسائر، في ظل شخصيته المثيرة للجدل ونهجه الذي يركز على الربح السياسي والاقتصادي.
سيناريوهات متوقعة لتحركات ترامب
1. فرض رسوم جمركية إضافية على الصين
ترامب لم يخفِ يومًا عداءه الاقتصادي للصين، ومن المحتمل أن يلجأ إلى استغلال الكارثة كذريعة لتصعيد حربه التجارية.
وقد يفرض رسومًا إضافية على السلع الصينية، مبررًا ذلك بضرورة تمويل خطط إعادة الإعمار.
هذا السيناريو قد يُشعل التوترات بين واشنطن وبكين، لكنه سيجد دعمًا من قواعد ترامب المؤيدة لسياساته الحمائية.
2. مطالبة دول الخليج بتمويل التعويضات
ترامب لديه سجل طويل في الضغط على دول الخليج للحصول على الأموال، وقد يستغل هذه الأزمة لتكرار الأمر وسبق وأن حصل على مئات المليارات من الدولارات من دول الخليج.
قد يبرر طلبه بالمساعدات الاقتصادية التي قدمتها الولايات المتحدة لحماية المنطقة، ملوحًا بأهمية استمرار الحماية الأمريكية.
ما قد يقوله ترامب؟
"لقد قدمنا لكم الحماية، والآن حان وقت رد الجميل."
3. الحصول على دعم مالي من أوروبا
ترامب قد يلجأ أيضًا إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي بحجة أن الكوارث البيئية مسؤولية عالمية.
وقد يطالب أوروبا بالمساهمة في تعويض الخسائر باعتبارها شريكًا اقتصاديًا للولايات المتحدة، وربما يهدد بتقليص الالتزامات الأمريكية في الناتو إذا رفضت أوروبا التعاون.
4. بيع أراضٍ فدرالية للشركات الكبرى
في خطوة قد تكون جريئة وغير متوقعة، قد يلجأ ترامب إلى بيع أراضٍ فدرالية في ولايات أخرى لشركات خاصة، مبررًا ذلك بأنه سيستخدم الأموال لدعم المتضررين من الحرائق.
هذه الخطوة ستثير جدلًا واسعًا، لكنها ستتماشى مع توجه ترامب نحو خصخصة الموارد العامة.
5. إطلاق سندات خاصة لإعادة الإعمار
ترامب قد يُطلق حملة وطنية لجمع التمويل من خلال بيع سندات حكومية خاصة تحت شعار "إعادة بناء لوس أنجلوس".
سيطلب من الأمريكيين الاستثمار في هذه السندات مع وعود بعوائد مرتفعة.
هذا السيناريو قد يلقى دعمًا شعبيًا إذا تم تقديمه كخطة وطنية لإنقاذ الاقتصاد.
6. إنشاء مشاريع اقتصادية ضخمة في لوس أنجلوس
من خلال إقامة مشاريع اقتصادية ضخمة، مثل بناء مجمعات صناعية وتجارية، قد يحفز ترامب الاستثمار الداخلي والخارجي في الولاية.
كيف سيتم ذلك؟
سيقدم إعفاءات ضريبية مغرية للشركات الكبرى مقابل إنشاء مشاريع في المناطق المتضررة.
ما الهدف؟
تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.
7. تبرعات إجبارية من شركات التكنولوجيا الكبرى
ترامب قد يضغط على عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون، مثل "أبل" و"أمازون"، لدفع تبرعات إجبارية تحت شعار "المسؤولية الاجتماعية".
قد يهدد بفرض ضرائب إضافية على هذه الشركات إذا لم تساهم بشكل مباشر في تعويض الأضرار.
قراءة في شخصية ترامب
ترامب يمتلك شخصية قيادية تعتمد على الاستفزاز والضغط للحصول على النتائج. من أبرز ملامح أسلوبه:
التركيز على المكاسب الفورية: يسعى دائمًا لتحقيق إنجازات سريعة يمكن الترويج لها.
التفاوض بأسلوب القوة: يستخدم الضغوط الاقتصادية والسياسية كأدوات رئيسية في تحقيق أهدافه.
الشعبوية: يستغل الأزمات لتعزيز شعبيته بين قواعده الانتخابية.
بالنظر إلى شخصية ترامب ونهجه غير التقليدي، من المتوقع أن يحول أزمة حرائق الغابات إلى فرصة لتعزيز نفوذه السياسي والاقتصادي. سواء من خلال الضغط على دول الخليج والصين، أو فرض سياسات جريئة داخل الولايات المتحدة، فإن تحركاته ستعكس طموحه لجعل الكارثة أداة لتحقيق مكاسب استراتيجية. ما يبقى مؤكدًا هو أن خطوات ترامب، مهما كانت مثيرة للجدل، ستظل موضوع نقاش واسع داخل الولايات المتحدة وخارجها.