أكد الدكتور أيمن العزوني، استشاري المخ والأعصاب والطب النفسي، أن الأمراض النفسية في الماضي كانت محاطة بالكثير من سوء الفهم والوصمة الاجتماعية، حيث كان يُنظر إلى المرضى النفسيين على أنهم "مجانين"، وغالبًا ما كان يتم التعامل معهم بطرق قاسية وغير إنسانية، مثل الحبس أو استخدام جلسات الكهرباء تحت مسمى "إخراج الأرواح الشريرة".
وأضاف العزوني أن اللجوء إلى مستشفيات الأمراض العقلية كان يُعد الخيار الوحيد للتعامل مع هذه الحالات، في ظل غياب الفهم العلمي للأمراض النفسية.
وقال العزوني إنه مع مرور الوقت، بدأ الوعي بالأمراض النفسية في التغيير، وأصبح الناس يدركون أن حالات مثل الاكتئاب، والوسواس القهري، واضطرابات القلق ليست دليلاً على الجنون، بل هي أمراض تحتاج إلى تدخل طبي متخصص.
وأكد العزوني أن هذا التطور في الفهم أدى إلى ظهور دور جديد ومهم للأطباء النفسيين، حتى في المجتمعات العربية، حيث بدأ المرضى يلجأون إلى العلاج دون خجل أو خوف من الوصمة.
وأشار العزوني إلى أن الذهاب إلى الطبيب النفسي كان يُعتبر جرمًا أو عارًا في الماضي، وكانت زيارة العيادات تتم بسرية تامة. لكن الأمور تغيرت بشكل ملحوظ، فاليوم يدرك الكثيرون أن التحديات النفسية جزء طبيعي من الحياة في ظل الضغوط اليومية، وأن طلب المساعدة من متخصص ليس مدعاة للإحراج، بل خطوة نحو التعافي.