رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل يسلم حميدتي نفسه للبرهان بعد هزيمة قواته في ولاية الجزيرة؟ هزيمة

المصير

الأحد, 12 يناير, 2025

09:08 ص

استراتيجية تُغير موازين المعركة

شهد السودان تطورًا كبيرًا في الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تمثل في الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في ولاية الجزيرة الاستراتيجية. سيطرة الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان على هذه الولاية تعتبر ضربة موجعة لقوات الدعم السريع، حيث تمثل الجزيرة قلب السودان الزراعي ومصدرًا استراتيجيًا للتموين، مما يجعل فقدانها كارثة عسكرية واقتصادية على حميدتي وقواته.

سيناريوهات ما بعد الهزيمة

الهزيمة التي تعرضت لها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة تطرح تساؤلات مهمة حول خيارات حميدتي المستقبلية، في ظل الضغط العسكري المتزايد والهزائم المتكررة. هناك عدة سيناريوهات محتملة:

1. الاستسلام وطلب العفو:

قد يجد حميدتي نفسه مضطرًا للاستسلام وتسليم نفسه للجيش السوداني. هذا الخيار قد يكون الوحيد لتجنب المزيد من الخسائر البشرية والمادية، خاصة في ظل تقلص الدعم الدولي لقواته وتصاعد الغضب الشعبي تجاه ممارساتها.

2. مواصلة القتال:

رغم الصعوبات، قد يصر حميدتي على مواصلة القتال، معتمداً على ما تبقى من قواته في مناطق متفرقة. هذا السيناريو يبدو ضعيفًا في ظل فقدان الدعم السريع لمناطق استراتيجية وحيوية، إضافة إلى نقص الإمدادات والتفوق العسكري للجيش السوداني.

3. الهروب للخارج:

إذا فقد حميدتي الأمل في تحقيق أي مكاسب عسكرية، فقد يلجأ إلى الهروب إلى دولة داعمة مثل الإمارات أو دولة أفريقية أخرى. الهروب سيكون محاولة لتجنب المحاسبة والمحافظة على حياته، لكنه سيعني أيضًا نهاية دوره السياسي والعسكري.

العقوبات الأمريكية وتأثيرها

العقوبات الأمريكية المفروضة مؤخرًا على قوات الدعم السريع تزيد من عزلة حميدتي. العقوبات استهدفت شخصيات بارزة في قواته، مما قلص من قدرته على الحصول على الدعم المالي والعسكري الخارجي. هذا الضغط الدولي قد يدفع حميدتي لإعادة النظر في خياراته المستقبلية، خاصة مع تصاعد التنديد العالمي بممارسات قواته ضد المدنيين.

خريطة الدعم الدولي: الجيش السوداني مقابل الدعم السريع

الدول الداعمة للجيش السوداني:

يحظى الجيش السوداني بدعم دول إقليمية مثل مصر والسعودية، حيث ترى هذه الدول في الجيش شريكًا مستقرًا يمكن التعامل معه لتحقيق الأمن في المنطقة.

الدول الداعمة للدعم السريع:

رغم الهزائم، لا يزال حميدتي يعتمد على دعم محدود من الإمارات وبعض الدول الأفريقية التي تسعى لتحقيق مصالح خاصة. لكن هذا الدعم بدأ يتضاءل مع تزايد الضغوط الدولية وانحسار سيطرة قواته.

الهزائم المتكررة ومستقبل الدعم السريع

تعرضت قوات الدعم السريع لسلسلة من الهزائم العسكرية خلال الأشهر الماضية، بدءًا من خسارة مناطق واسعة في الخرطوم ووصولًا إلى ولاية الجزيرة. هذه الخسائر جعلت من الصعب على حميدتي الاحتفاظ بولاء قواته، الذين باتوا يدركون ضعف قيادتهم وانعدام الأفق العسكري.

الهزيمة في ولاية الجزيرة ليست مجرد خسارة عسكرية، بل تمثل نقطة تحول استراتيجية في الصراع السوداني. حميدتي يواجه مستقبلًا غامضًا وسط ضغوط عسكرية ودولية متزايدة. هل سيختار الاستسلام أم سيواصل القتال في معركة خاسرة؟ الأيام القادمة ستكشف عن مصير رجل كان يومًا ما أحد أقوى الشخصيات في السودان، لكنه اليوم يقف على حافة الهاوية.