رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

دولة خليجية هي أول مكان سيزوره الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون.. لماذا اختار الرياض؟

المصير

السبت, 11 يناير, 2025

02:09 م

في خطوة تحمل دلالات سياسية وإقليمية كبيرة، أعلن الرئيس اللبناني المنتخب، جوزيف عون، أن المملكة العربية السعودية ستكون أول محطة له في زياراته الخارجية، استجابة لدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. هذه الزيارة تأتي في وقت حساس يشهد فيه لبنان مرحلة جديدة بعد فراغ رئاسي دام عامين، مما يفتح الباب لتحليل عميق للدوافع والنتائج المرتبطة بها، والدور الإقليمي البارز للمملكة.

الدلالات السياسية للزيارة

تؤكد هذه الخطوة أن المملكة العربية السعودية تسعى لتعزيز دورها التاريخي في دعم استقرار لبنان واستعادة توازنه السياسي والاقتصادي. اختيار السعودية كأول وجهة خارجية يعكس التوجه العربي للرئيس جوزيف عون ورغبته في إعادة لبنان إلى محيطه العربي بعد سنوات من التوترات السياسية والانقسامات الداخلية.

كما تعكس الزيارة أهمية الدور السعودي في المرحلة التي سبقت انتخاب عون، حيث لعبت الرياض دورًا رئيسيًا في تقريب وجهات النظر بين الكتل البرلمانية اللبنانية، ما أدى إلى إنهاء الشغور الرئاسي الذي ألقى بظلاله على البلاد.

أسباب الزيارة

1. دور السعودية في الانتخابات الرئاسية: لعبت المملكة دورًا محوريًا في التأثير على المشهد السياسي اللبناني. إذ كان الموفد السعودي حاضرًا في لبنان لأكثر من عشرة أيام قبل الانتخابات، في مساعٍ واضحة لضمان التوافق على انتخاب جوزيف عون. هذا التحرك يعكس اهتمام السعودية بإعادة الاستقرار للبنان وتجنيبه الوقوع في فخ الفراغ السياسي مجددًا.


2. الدعم الاقتصادي: تعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، وتعتبر السعودية واحدة من الدول القادرة على تقديم الدعم المالي والاستثماري، سواء بشكل مباشر أو عبر مؤسسات إقليمية ودولية.


3. تعزيز التحالفات الإقليمية: تسعى السعودية إلى تعزيز تحالفاتها في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، ولعب دور أكثر فعالية في لبنان كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.

النتائج المحتملة للزيارة

اقتصاديًا: قد تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات لدعم الاقتصاد اللبناني، خصوصًا في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

سياسيًا: ستعزز الزيارة مكانة جوزيف عون كرئيس يعمل على تحقيق التوازن بين القوى الإقليمية والدولية، مما قد يسهم في استقرار لبنان داخليًا.

إقليميًا: قد تمثل الزيارة مؤشرًا على عودة السعودية كلاعب رئيسي في المشهد اللبناني، مما قد يفتح الباب لمزيد من التنافس الإقليمي بين الرياض وطهران على النفوذ في لبنان.


عودة لبنان كساحة تنافس إقليمي

مع هذا التحرك السعودي، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كان لبنان سيظل ساحة للمنافسة بين السعودية وإيران. فبينما تستمر طهران في دعم حلفائها داخل لبنان، تبدو الرياض مصممة على استعادة دورها كضامن للاستقرار في هذا البلد العربي.

ورغم محاولات تهدئة الأجواء بين الرياض وطهران إثر الاتفاق الأخير بينهما، فإن التنافس على النفوذ في لبنان قد يعيد إشعال التوترات، خصوصًا إذا رأت إيران في التحرك السعودي محاولة للحد من نفوذها في المنطقة.

تأتي زيارة الرئيس جوزيف عون إلى السعودية كخطوة أولى في إعادة ترميم العلاقات اللبنانية-العربية، وكإشارة واضحة إلى الرغبة في تعزيز العلاقات مع دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. هذه الزيارة، بما تحمله من دلالات سياسية واستراتيجية، قد تشكل بداية مرحلة جديدة للبنان تتيح له فرصة الخروج من أزماته المتفاقمة، وتعزز من دوره كجزء لا يتجزأ من المحيط العربي.