خلال جلسة انتخاب رئيس جديد للبنان، تحوّلت القاعة البرلمانية إلى ساحة مواجهة ساخنة بين النائبة المستقلة بولا يعقوبيان والنائب عن التيار الوطني الحر سليم عون. بدأت المشادة بعد اعتراض عدد من النواب على تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش جوزيف عون، معتبرين أن الخطوة تُعدّ انتهاكًا للدستور.
في مداخلتها، ردت يعقوبيان بحدة، قائلة: "أكبر انتهاك دستوري هو ترك البلاد بلا رئيس لأكثر من عامين". وأشارت إلى أن الطبقة السياسية تخشى وصول شخصية مستقلة وشعبية قد تزعزع توازناتها. لكنها تعرضت لهجوم لفظي قاسٍ من عون، الذي وصفها بأنها "بلا شرف" و"تحاضر بالعفة". ردت يعقوبيان بقولها: "لن أقبل أن يتم توجيه كلام غير لائق لوالدتك أو أختك... حديثي سياسي وليس شخصيًا".
هذا الاشتباك رفع منسوب التوتر السياسي، وأعاد يعقوبيان إلى صدارة المشهد الإعلامي.
من هي بولا يعقوبيان؟
بولا يعقوبيان، النائبة المستقلة والناشطة السياسية، تعد واحدة من أبرز الأصوات المعارضة في البرلمان اللبناني. وُلدت في بيروت عام 1976 لعائلة أرمنية، وبرزت كإعلامية مرموقة قبل أن تدخل معترك السياسة.
حياتها المهنية
1. إعلامية شهيرة: بدأت يعقوبيان حياتها المهنية في الإعلام، حيث عملت في قنوات مثل "المستقبل" و"LBC"، واشتهرت بأسلوبها الحاد والمباشر في مقابلة الشخصيات السياسية.
2. برنامج "إنترفيوز": قدّم هذا البرنامج على قناة "الجديد" منصة لها لمواجهة السياسيين بقضايا فساد وإهمال، مما أكسبها سمعة جريئة في محاربة الفساد.
مشوارها السياسي
دخلت يعقوبيان البرلمان اللبناني عام 2018 بعد ترشحها ضمن لائحة مستقلة تحت شعار التغيير ومحاربة الفساد.
تعدّ واحدة من القلائل الذين انتقدوا النظام الطائفي اللبناني علنًا ودعت إلى تغييره.
عُرفت بمواقفها ضد "الصفقات السياسية"، واتهامها للطبقة الحاكمة بالمسؤولية عن الانهيار الاقتصادي.
أصولها أرمينية
هناك معلومات ومواقف أخرى غير معروفة للجميع لبولا يعقوبيان ومنها
1. الدعم الشعبي: رغم التحديات السياسية، تحظى يعقوبيان بدعم شعبي كبير بين الشباب اللبناني والناشطين في المجتمع المدني.
2. مواقفها النسوية: تُعتبر من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في لبنان، ودعت إلى تعزيز دور النساء في المناصب السياسية.
3. مواجهة السلطة: تعرضت لتهديدات عدة بسبب مواقفها الجريئة، لكنها أكدت أنها لن تتراجع عن محاربة الفساد.
4. أصولها الأرمنية: تستمد يعقوبيان قوتها من خلفيتها الأرمنية، حيث تُعتبر رمزًا للوحدة بين مكونات المجتمع اللبناني.
5. علاقتها بالثورة: كانت من أولى الداعمين للثورة اللبنانية في 2019، وشاركت في التظاهرات ضد النخبة الحاكمة.
"بلا شرف" أم صوت الحق؟
المشادة الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في مسيرة بولا يعقوبيان التي ترفض الانصياع لما تسميه "منظومة الفساد". بينما يرى البعض تصريحاتها استفزازية، يصفها مؤيدوها بأنها رمز للصمود والمواجهة.
بولا يعقوبيان ليست مجرد نائبة؛ هي صوت احتجاج ضد نظام طائفي يجرّ لبنان إلى الهاوية. فما حدث في البرلمان اليوم يؤكد أن مسيرتها ستظل مليئة بالتحديات، ولكنها أيضًا تحمل أملًا بتغيير حقيقي.