وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى العاصمة القطرية برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، في أول زيارة رسمية منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي.
وأكد الشيباني أن جولته تشمل قطر، الإمارات، والأردن، عقب زيارته الأولى للسعودية، حيث تركز المحادثات على إعادة بناء العلاقات السورية مع دول المنطقة والمجتمع الدولي.
رفع العقوبات وإعادة البناء
خلال اجتماعه مع وزير الدولة القطري، محمد بن عبد العزيز الخليفي، دعا الشيباني إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة، معتبرًا أنها تعرقل التعافي الاقتصادي السريع. وقال:
"نحن بحاجة إلى تعاون إقليمي ودولي لتحقيق سرعة التعافي وبناء سوريا جديدة."
وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب صدقًا وتعاونًا مشتركًا مع جميع دول المنطقة لإعادة بناء سوريا وترميم العلاقات مع المحيط العربي والإقليمي والدولي. كما شدد على السعي لإقامة شراكات سياسية تحقق الأمن والسلام في المنطقة.
الشراكة مع قطر
وصف الشيباني المحادثات مع الجانب القطري بأنها كانت "عميقة وموسعة"، مشيرًا إلى أن قطر تمثل شريكًا استراتيجيًا لسوريا في المرحلة المقبلة. وأوضح أنه تم مناقشة خارطة طريق لإعادة البناء وتمكين الشعب السوري من حقوقه المدنية، مؤكدًا أهمية دور قطر في إعادة الإعمار وتوطيد العلاقات المشتركة.
من جهته، أكد الخليفي أن الحكومة الانتقالية السورية قدمت خارطة طريق واضحة تتضمن خطوات عملية لإعادة بناء البلاد، مشيدًا بالجهود المبذولة لاستقرار سوريا.
عودة العلاقات الدبلوماسية
تأتي هذه الزيارة في ظل استئناف قطر علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، لتكون ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق عقب سقوط نظام الأسد. وكانت الدوحة قد أغلقت سفارتها في 2011 إثر اندلاع احتجاجات شعبية تحولت إلى نزاع دامٍ.
المرحلة الجديدة
تشير هذه التطورات إلى دخول سوريا مرحلة جديدة بعد سيطرة فصائل المعارضة على دمشق، حيث تسعى الإدارة السورية الانتقالية لإعادة بناء البلاد وإقامة علاقات متوازنة مع دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والتنمية.