كشف كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي السابق في القصر الجمهوري، عن تفاصيل غير مسبوقة بشأن الساعات الأخيرة في حكم بشار الأسد، مسلطًا الضوء على انهيار الدعم الروسي والإيراني وتصاعد الضغوط العسكرية والسياسية على النظام. في حديثه عبر بودكاست "مزيج"، قدّم صقر شهادة صادمة عن مشاهد الفوضى والعزلة السياسية التي سبقت سقوط الأسد وهروبه من دمشق.
فشل التواصل مع بوتين
أشار صقر إلى أن بشار الأسد حاول على مدار ثلاثة أيام، قبل الثامن من ديسمبر، الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون جدوى. تزامن ذلك مع تصعيد المعارضة وسيطرتها على دمشق، ما زاد من عزلة النظام وأدى إلى تفاقم أزمته السياسية والعسكرية.
رفض روسي وتحذيرات أمريكية
أوضح صقر أن إيران أبلغت الأسد بعدم تلقيها موافقة لتحريك طائرات حربية إلى قاعدة حميميم عبر أجواء العراق وسوريا. وعند استفسار الجانب الروسي، لم يحصل الأسد على رد واضح. الأكثر إثارة، أن الأمريكيين هددوا بإسقاط طائرة إيرانية حاولت التوجه إلى حميميم، مما اضطرها للعودة.
موسكو تتنصل من الدعم
زار الأسد موسكو في 26 نوفمبر 2025 للقاء بوتين، لكن الاجتماع تأخر ليومين وسط أجواء توتر. خلال الاجتماع، طلب الأسد دعمًا عسكريًا مباشرًا وتسهيلاً لوصول المساعدات الإيرانية، إلا أن بوتين أبدى تحفظه ولم يلتزم بأي إجراءات واضحة. صقر أشار إلى أن غياب بيان رسمي حول الزيارة أكد أن الروس أرادوا النأي بأنفسهم عن التصعيد.
أزمة داخلية ورفض اللقاء مع أردوغان
تحدث صقر عن الوضع الكارثي داخل سوريا قبيل سقوط النظام، مشيرًا إلى انهيار الاقتصاد واستنزاف الجيش. وأضاف أن الروس حاولوا إقناع الأسد بعقد لقاء مع الرئيس التركي أردوغان، لكن الأخير رفض تمامًا، مما أثار استياء موسكو وزاد من عزلته السياسية.
التحولات العسكرية والسياسية
بحسب صقر، كانت المؤسسة العسكرية منهكة وغير قادرة على خوض معارك جديدة. التطورات الميدانية السريعة، خصوصًا من محور حلب، فرضت واقعًا جديدًا جعل أي حلول سياسية غير ممكنة. بالمقابل، كانت هناك محاولات لعقد مفاوضات مع العراق ودول أخرى، لكنها لم تؤتِ ثمارها.
نهاية درامية في دمشق
اختتم صقر حديثه بالكشف عن اللحظات الأخيرة في القصر الجمهوري، حيث غادره مع زميل له في الساعات الأولى من صباح 8 ديسمبر، بعد أن ألغيت كلمة متلفزة كان الأسد يعتزم توجيهها للشعب. الهروب من دمشق كان الخيار الوحيد أمام الأسد، الذي وجد نفسه محاصرًا بالعزلة والخيانة من حلفائه الأقرب.
هذا السرد الدرامي يعكس حجم التوترات والخلافات بين النظام السوري وحلفائه في مرحلة مفصلية انتهت بسقوط النظام.