نعيم قاسم
في كلمة بمناسبة ذكرى اغتيال قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس ورفاقهما، أكد نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، على المكانة الاستراتيجية لهؤلاء "الشهداء" في مواجهة مشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة، ودورهم في تعزيز محور المقاومة وصمودها أمام التحديات.
قاسم سليماني والإسلام المحمدي
وصف نعيم قاسم الراحل قاسم سليماني بأنه قائد استراتيجي بامتياز، ليس فقط على المستوى العسكري، ولكن أيضًا على المستويين الفكري والسياسي. وأشار إلى ثلاث نقاط رئيسية في شخصية سليماني:
1- الأصالة الإسلامية
أوضح قاسم أن سليماني انطلق من الإسلام المحمدي الأصيل الذي أسسه الإمام الخميني وتابعه الإمام الخامنئي، مما جعله رمزًا للقيم الإسلامية الأصيلة في مواجهة الظلم.
2- كشف المخططات الأمريكية والإسرائيلية
كشف سليماني، وفق قاسم، خطط أمريكا في المنطقة، بما في ذلك دعمها لتنظيم داعش ومحاولاتها المتكررة لفرض هيمنتها. كما وجه ضربات قاسية لإسرائيل من خلال إعادة توجيه الأنظار نحو القضية الفلسطينية، ما أعاد لفلسطين مكانتها المحورية.
3- ربط ساحات المقاومة
أسهم سليماني في بناء شبكة مترابطة بين ساحات المقاومة في المنطقة، مما عزز مكانة القضية الفلسطينية كقضية مركزية لكل الشعوب.
واستشهد قاسم بكلمات السيد حسن نصر الله التي وصف بها سليماني بأنه "سيد شهداء محور المقاومة"، مؤكدًا أنه وصل إلى أعظم أمانيه باستشهاده.
أبو مهدي المهندس: علم العراق وحامي سيادته
انتقل قاسم للحديث عن الراحل أبو مهدي المهندس، الذي وصفه بأنه رمز من رموز العراق. ولفت إلى دوره الحاسم في تحرير العراق من نظام صدام حسين اللعين على حد وصفه.
وأنه دحر تنظيم داعش تحت راية المرجعية الدينية. كما كان له دور بارز في تأسيس الحشد الشعبي ومواجهة الاحتلال الأمريكي.
المقاومة كسرت شوكة العدو
تناول قاسم تطورات العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان عام 2024، مشيرًا إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها بسبب صمود المقاومين. وأضاف:
في الماضي، تمكنت إسرائيل من الوصول إلى بيروت خلال أيام، لكن في العدوان الأخير لم تتجاوز مئات الأمتار.
أجبر العدو على طلب وقف إطلاق النار نتيجة صمود المقاومة، التي تستمر بفضل التضحيات في ردع إسرائيل وكسر طموحاتها.
وأكد قاسم أن معركة "أولي البأس" قطعت الطريق على أي آمال إسرائيلية في لبنان، مشددًا على أن المقاومة ستظل الخيار الوحيد لتحرير الأرض وحفظ السيادة.
المقاومة وقرار المواجهة
أشار قاسم إلى أن قرار توقيت وأسلوب المقاومة هو شأن داخلي تقرره قيادة المقاومة بناءً على الظروف، قائلاً: "لا يوجد جدول زمني لعمل المقاومة، وصبرنا مرتبط بالتوقيت المناسب. قد نفعل ما نخطط له قبل 60 يومًا أو بعدها".
المقاومة خيار لا بديل عنه
اختتم قاسم كلمته بالتأكيد على أن المقاومة ليست خيارًا فقط، بل هي الطريق الوحيد لنصرة فلسطين والحفاظ على سيادة لبنان والمنطقة. مشددًا على أن التعافي السريع للمقاومة بعد الاستهدافات دليل على قوتها وصلابتها، وأن أي محاولة للنيل منها ستبوء بالفشل.