رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

دراسة تكشف عن الهجرات الملحمية للخفافيش عبر القارات

المصير

السبت, 4 يناير, 2025

11:08 ص

توصلت دراسة حديثة إلى أن بعض أنواع الخفافيش تقوم برحلات هجرة ملحمية، حيث تتمكن من السفر لمسافات هائلة عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا. وقد ألقت الدراسة الضوء على هذه الظاهرة الغامضة التي طالما أربكت العلماء بسبب صعوبة تتبع تحركات الخفافيش.

الاستفادة من الرياح في الهجرة
أظهرت الدراسة أن الخفافيش تعتمد على الرياح كأداة طبيعية لتسهيل هجرتها الليلية، حيث تسافر مئات الأميال باستخدام جبهات العاصفة والرياح الخلفية الدافئة، كما تفعل الطيور المهاجرة. وأوضح الباحث إدوارد هيرمي، المؤلف الأول للدراسة، أن الخفافيش "تركب" الرياح بشكل مدهش، ما يمنحها قدرة استثنائية على السفر لمسافات طويلة.

التكنولوجيا الحديثة ودورها في كشف الهجرة
بفضل أجهزة استشعار ذكية وخفيفة الوزن، لا تتجاوز 5% من كتلة جسم الخفاش، استطاع العلماء تتبع حركات الخفافيش بدقة غير مسبوقة. وأشار الباحث تيم وايلد إلى أن هذه الأجهزة تعتمد على شبكة اتصال بعيدة المدى تشبه شبكات الهاتف المحمول، ما يتيح تتبع الخفافيش في أوروبا ومناطق أخرى بشكل مستمر.

أرقام مذهلة في ليلة واحدة
بيّنت البيانات التي جمعتها الدراسة أن بعض الخفافيش قطعت مسافات تصل إلى 250 ميلاً (400 كيلومتر) في ليلة واحدة، مع توقفات متكررة للتغذية. وأوضحت الباحثة دينا ديشمان أن الخفافيش لا تتبع مسارات موحدة كما كان يُعتقد، بل تتحرك عبر المناظر الطبيعية باتجاه عام نحو الشمال الشرقي.

اختلافات ملحوظة عن الطيور المهاجرة
على عكس الطيور المهاجرة التي تكسب الوزن استعدادًا للهجرة، تعتمد الخفافيش على احتياطياتها الطبيعية للتنقل لمسافات شاسعة. وأكدت ديشمان أن هذا السلوك يمثل استراتيجية فريدة تجعل هجرة الخفافيش ظاهرة بيئية استثنائية.

اكتشافات تفتح آفاقًا جديدة
تسهم هذه الدراسة في تسليط الضوء على الجوانب الغامضة لسلوكيات الهجرة لدى الخفافيش، مما يعزز فهم العلماء لهذه الظاهرة البيئية المهمة ويفتح المجال لمزيد من الدراسات حول تأثيرات تغير المناخ والبيئة على هذه الكائنات المذهلة.