في إعلان مثير للاهتمام، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تفاصيل عملية عسكرية سرية نفذتها وحدة "شلداغ" الخاصة في عمق الأراضي السورية قبل أربعة أشهر، وتحديدًا في الثامن من سبتمبر 2024. العملية استهدفت موقعًا تحت الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة في منطقة مصياف، والتي تعتبر من أبرز المواقع الاستراتيجية المدعومة من إيران.
تفاصيل العملية
شارك في العملية أكثر من 100 مقاتل من وحدة "شلداغ"، حيث تم نقلهم إلى الميدان عبر مروحيات عسكرية تحت غطاء جوي مكثف من الطائرات الحربية والطائرات المسيرة وسفن البحرية الإسرائيلية.
الموقع المستهدف: مجمع تحت الأرض بُني بدعم إيراني لإنتاج صواريخ دقيقة بعيدة المدى، كانت مخصصة لدعم حزب الله ووكلاء إيران في المنطقة.
وخلال العملية، تمكنت القوات من الاستيلاء على معدات متطورة مثل خلاطات بلانتارية وأدوات إنتاج الصواريخ الدقيقة، إضافة إلى وثائق استخبارية بالغة الأهمية.
نتائج العملية: دُمّر المجمع بالكامل، وتمت عودة القوات الإسرائيلية إلى الأراضي المحتلة دون أي إصابات.
نتنياهو يعلق
علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية بقوله:
> "أحيي مقاتلينا الأبطال على العملية الجريئة والناجحة في عمق سوريا. هذه العملية تظهر جرأة إسرائيل على التحرك في أي مكان لحماية نفسها."
تأكيد نتنياهو يعكس استراتيجية إسرائيل المستمرة للتصدي لما تعتبره تهديدات إيرانية على حدودها الشمالية، مع التركيز على إحباط أي محاولات لتطوير بنية تحتية عسكرية داخل سوريا.
تحليل الوضع: سوريا مستباحة أمام إسرائيل
دور بشار الأسد
في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، أصبحت الأراضي السورية مسرحًا مفتوحًا للعمليات الإسرائيلية، حيث تنفذ إسرائيل غاراتها الجوية والعمليات الخاصة بانتظام دون مقاومة تُذكر.
غياب الردع: يشير تكرار هذه العمليات إلى عجز النظام السوري عن حماية سيادته، إذ يركز الأسد على تعزيز سلطته المحلية، بينما تبقى الدفاعات الجوية السورية عاجزة أمام التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة.
التعاون الإيراني: الدعم الإيراني لتطوير مواقع عسكرية داخل سوريا، مثل الموقع المستهدف في مصياف، يزيد من حدة التوترات ويُعرّض سوريا لعمليات إسرائيلية مستمرة.
إسرائيل وسوريا: استراتيجية واضحة
جمع المعلومات: أكد أدرعي أن هيئة الاستخبارات الإسرائيلية عملت على مدار سنوات لجمع المعلومات عن الموقع المستهدف، ما يعكس مدى دقة التخطيط الإسرائيلي لهذه العمليات.
رسالة تحذيرية: العملية تحمل رسالة واضحة لكل من إيران وحلفائها بأن إسرائيل مستعدة للتحرك في أي وقت وأي مكان لمنع تعاظم قدرات أعدائها
بينما تستعرض إسرائيل قدراتها العسكرية داخل الأراضي السورية، يبقى السؤال قائمًا: ماذا كان يفعل بشار الأسد؟ استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يشير إلى ضعف سيادة النظام السوري، الذي أصبح ساحة مفتوحة للتنافس الإقليمي والدولي. وفي ظل هذه الأوضاع، يبدو أن إسرائيل ستواصل استخدام استراتيجيتها الهجومية لضمان أمنها، مهما كان الثمن.