كحوليات
مع حلول ليلة رأس السنة، يبرز سؤال مهم يتكرر كل عام: كم ينفق المصريون في هذه المناسبة؟
على الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، إلا أن الإنفاق على الاحتفالات ما زال يسجل أرقامًا كبيرة، مما يعكس جانبًا من الثقافة الاحتفالية التي يتمسك بها المصريون مهما كانت الظروف.
الإنفاق في المطاعم والكافيهات
تشهد المطاعم والكافيهات إقبالًا غير مسبوق في ليلة رأس السنة. وفقًا لتقارير سابقة، يُقدر أن المصريين أنفقوا ما يزيد عن 2 مليار جنيه في عام 2022 على تناول العشاء والحفلات في الأماكن الراقية والمتوسطة. بعض المطاعم والفنادق الفاخرة تقدم قوائم خاصة تصل تكلفة الشخص الواحد فيها إلى 2000 جنيه أو أكثر. ورغم ارتفاع الأسعار، كانت الحجوزات مكتملة قبل الموعد بأسابيع.
المشروبات الكحولية والحفلات الخاصة
تشير التقديرات إلى أن إنفاق المصريين على المشروبات الكحولية في ليلة رأس السنة يتجاوز 500 مليون جنيه، حيث تعتمد شريحة كبيرة من الشباب والطبقات العليا على الاحتفال في أماكن خاصة أو عبر استضافة حفلات منزلية. مبيعات المشروبات الكحولية ترتفع في الأسبوع الأخير من ديسمبر بنسبة تزيد عن 30% مقارنة بالأشهر الأخرى.
المولات والفنادق الكبرى
تمثل المولات التجارية وجهة أساسية للعائلات والشباب خلال الاحتفالات. يُقدر أن المصريين ينفقون أكثر من 1.5 مليار جنيه على التسوق، تناول الطعام، أو حضور العروض الفنية التي تُقام داخل المولات.
أما الفنادق الكبرى، فتشهد معدلات إشغال تصل إلى 100% في ليلة رأس السنة، خاصة في مدن مثل القاهرة وشرم الشيخ والغردقة. الحفلات التي يُحييها فنانون مصريون وعرب تجذب جمهورًا واسعًا، حيث تبدأ أسعار التذاكر من 1000 جنيه وقد تصل إلى 10,000 جنيه في بعض الفعاليات الفاخرة.
السياحة ليلة رأس السنة
ليلة رأس السنة ليست مناسبة فقط للمصريين، بل هي موسم سياحي نشط. وفقًا للإحصائيات، شهدت الفنادق والمنتجعات السياحية زيادة في الحجوزات بنسبة 40% مقارنة بالشهور السابقة. السياح القادمون من أوروبا ودول الخليج شكلوا جزءًا كبيرًا من هذه النسبة، مما ساهم في ضخ أموال جديدة في الاقتصاد المصري، مع إيرادات تُقدر بحوالي 3 مليارات جنيه في ليلة واحدة.
رغم الأزمة الاقتصادية... الاحتفالات مستمرة
ما يثير الانتباه هو استمرار المصريين في الإنفاق السخي رغم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العديد من الأسر. تشير الدراسات إلى أن الثقافة الاجتماعية والتقاليد تلعب دورًا كبيرًا في دفع العائلات للاحتفال. بعض المصريين يلجأون للاقتراض أو تقليل الإنفاق في أيام أخرى لتوفير المال لهذه الليلة.
الأرقام لا تكذب
2 مليار جنيه على المطاعم والكافيهات.
500 مليون جنيه على المشروبات الكحولية.
1.5 مليار جنيه على المولات والفنادق.
3 مليارات جنيه من عوائد السياحة.
إنفاق المصريين في ليلة رأس السنة يعكس صورة متناقضة بين الواقع الاقتصادي الصعب والرغبة في الاحتفال. ورغم ارتفاع معدلات التضخم والضغوط المعيشية، تستمر هذه المناسبة في كونها وقتًا للفرح والهروب من هموم الحياة اليومية، ليُثبت المصريون مرة أخرى أنهم شعب قادر على إيجاد السعادة وسط التحديات.