في مشهد جنائزي حزين ، شيّعت ظهر اليوم جنازة الفنان المصري الشهير أحمد عدوية من مسجد حسين صدقي بالمعادي، حيث تجمع العشرات من محبيه وأفراد أسرته لتوديع نجم الأغنية الشعبية لعقود.
هذا الحدث لم يكن فقط توديعًا لعدوية، بل أعاد تسليط الضوء على مسجد حسين صدقي، أحد المعالم الروحية والتاريخية التي ارتبطت بتاريخ مصر الفني والسياسي.
جنازة عدوية: لحظة وداع مؤثرة
مسجد حسين صدقي.. بيت منير في قلب المعادي
مسجد حسين صدقي ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو شاهد على حقبة تاريخية وفنية وسياسية هامة في مصر. بني هذا المسجد على يد الفنان حسين صدقي، الذي لقّب بـ"شيخ الفنانين"، ليكون تجسيدًا لرؤيته حول دور الفن في خدمة المجتمع والدين، المسجد تحفة معمارية ويتميز ب الفخامة والوقار الشديد، يتميز بلونه الأبيض، وهو من المساجد النادرة التي يتكون بابها الرئيسي من زجاج صافي، وهو أمر يدخل البهجة والراحة والطمأنينة علي نفوس المصلين
يقع المسجد في قلب المعادي، ويتميز بتصميم معماري أنيق، يعكس روح التواضع والخشوع. اختار صدقي أن يكون المسجد مكانًا يخدم المجتمع ويجمع الناس، وقد كان له ذلك.
تاريخ المسجد وصلوات القادة
شهد مسجد حسين صدقي أحداثًا فارقة، إذ صلّى فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة في مناسبات مختلفة. كان المسجد رمزًا للوحدة والروح الوطنية خلال فترة التحولات الكبرى في مصر.
حسين صدقي: الفنان الداعية
حسين صدقي (1917-1976) كان واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي. اشتهر بأدواره التي جسدت القيم الأخلاقية والدينية، ما جعله محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
في أواخر حياته، وهو بطل فيلم شاطئ الغرام الشهير الذي شاركته البطولة فيه ليلى مراد، وهو بطل فيلم العزيمة أهم فيلم في تاريخ السينما المصرية.
كان صدقي يمارس التمثيل والدعوة في سبيل الله في نفس الوقت وكان يقدم دروس دينية هو وزوجته وكان يصلي الفجر جماعة كل يوم
بنى حسين صدقي مسجده ليكون صدقة جارية،، معتبرًا أن الفن الذي قدمه يخدم به مبادئه وقيمه ودينه