في خبر أحزن عشاقه ومحبيه، رحل عن عالمنا أمس المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية، أحد أعمدة الغناء الشعبي في مصر والوطن العربي.
كان عدوية رمزًا لحقبة ذهبية في الأغنية الشعبية، حيث مزج البساطة بالأصالة، وجمع بين الكلمات المؤثرة والإيقاعات الفريدة. لكن وراء مسيرته الفنية الحافلة، اختبأت لحظات صعبة ومحطات خطرة شكلت تحديات كبيرة في حياته.
1. محاولة اغتياله الغامضة
في واحدة من أكثر الحوادث التي أثارت الجدل في الثمانينيات، تعرض أحمد عدوية لمحاولة اعتداء كادت أن تودي بحياته. كانت التفاصيل غامضة، وتضاربت الروايات حول دوافع الحادثة وهوية منفذيها. هذه الواقعة أثرت بشكل كبير على صحته النفسية والجسدية، مما أجبره على الابتعاد عن الساحة الفنية لفترة طويلة.
2. الشائعات عن ثروته وعلاقاته الشخصية
تعرض عدوية لشائعات كثيرة طاردت حياته الشخصية، منها ما يتعلق بثروته وعلاقاته الاجتماعية. كانت الصحف تتناقل قصصًا حول ارتباطه برجال أعمال ومشاهير، وكثيرًا ما واجه اتهامات لا أساس لها من الصحة حول مصادر دخله. رغم ذلك، تعامل عدوية مع هذه الشائعات ببرود وثقة، مؤكداً أن نجاحه هو المصدر الوحيد لثروته.
3. أزمته الصحية الطويلة
في أوائل التسعينيات، عانى أحمد عدوية من أزمة صحية خطيرة أثرت على قدرته على الحركة والكلام. تسببت هذه الأزمة في تراجع نشاطه الفني بشكل كبير، واضطر إلى قضاء سنوات طويلة في رحلة علاجية شاقة. وعلى الرغم من ذلك، لم يفقد الأمل وعاد إلى الساحة الفنية بأغانٍ جديدة أثبتت أن روح الفن لم تغادره أبدًا.
4. الصدام مع النقابات الموسيقية
لم تكن علاقة عدوية بنقابة الموسيقيين دائمًا على ما يرام، حيث واجه انتقادات من بعض النقابيين حول نوعية الأغاني التي يقدمها. في فترة من الفترات، كانت هناك دعوات لمنع أغانيه بحجة أنها "لا تتناسب مع الذوق العام". رد عدوية على هذه الانتقادات بالدفاع عن الأغنية الشعبية كجزء من التراث المصري الذي يعبر عن صوت الشارع.
5. شائعات الوفاة المتكررة
في السنوات الأخيرة من حياته، واجه أحمد عدوية شائعات متكررة عن وفاته. كانت هذه الشائعات تنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتسبب قلقًا لمحبيه وعائلته. علق عدوية في أحد لقاءاته الأخيرة قائلاً: "أنا عايش وأحسن من ناس كتير".
رغم كل الأزمات التي مر بها، ظل أحمد عدوية رمزًا للأغنية الشعبية التي تعبر عن هموم وفرح المصريين. أغانيه مثل "بنت السلطان" و*"زحمة يا دنيا زحمة"* ستظل شاهدة على موهبته الفذة وقدرته على الوصول إلى قلوب الجماهير.
برحيل أحمد عدوية، تخسر الأغنية الشعبية أحد أعمدتها، لكن يبقى إرثه الفني حاضرًا في كل بيت مصري، ليذكرنا بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد الأزمات، بل بقدرتنا على تجاوزها.