لقي سائح مصرعه وأصيب آخر في حادث مأساوي إثر هجوم من سمكة قرش في منطقة بشمال مرسى علم، على ساحل البحر الأحمر. وقد أثار الحادث، الذي وقع يوم الأحد، جدلاً واسعاً حول تزايد هجمات أسماك القرش على الشواطئ المصرية.
تفاصيل الحادث والإجراءات الرسمية
وفقًا لبيان وزارة البيئة المصرية، وقع الحادث في المياه العميقة خارج منطقة السباحة. وأدى الهجوم إلى وفاة أحد السائحين ونقل الآخر إلى مستشفى بورتو غالب لتلقي العلاج. وعلى إثر ذلك، أصدرت وزيرة البيئة، ياسمين فؤاد، تعليمات بإغلاق المنطقة ومنع السباحة حول السقالات لمدة يومين، إلى جانب رفع حالة الاستعداد في محميات البحر الأحمر.
كما تم تشكيل لجنة عاجلة بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر والجهات المعنية للتحقيق في أسباب الحادث والوقوف على الإجراءات الوقائية المطلوبة.
حوادث القرش السابقة في مصر
الحادث الأخير ليس الأول من نوعه في البحر الأحمر، الذي يُعتبر من أبرز الوجهات السياحية العالمية. سجلت المنطقة عدة هجمات خلال السنوات الماضية:
1. هجمات شرم الشيخ (2010): تعرض أربعة سياح لهجمات متفرقة، مما أدى إلى وفاة سائح ألماني وإصابة آخرين.
2. هجوم الغردقة (2023): شهدت المنطقة حادثة موثقة عبر فيديو، حيث قتل شاب روسي أثناء السباحة بعد هجوم سمكة قرش من نوع "النمر".
3. حادث مرسى علم (2024): هذا الحادث يعيد التذكير بخطورة مثل هذه الهجمات على السياحة المحلية.
أخطر هجمات القرش عالميًا
رغم أن البحر الأحمر يشهد حوادث محدودة مقارنة بمناطق أخرى، فإن العالم شهد هجمات قرش أكثر فتكًا:
نيوجيرسي، الولايات المتحدة (1916): سلسلة من الهجمات أودت بحياة أربعة أشخاص خلال أسبوع.
جنوب إفريقيا: تُعتبر موطنًا للعديد من الهجمات الدامية، خصوصًا بسبب وجود أسماك القرش البيضاء الكبيرة.
أستراليا: تسجل أستراليا أعلى معدلات لهجمات القرش سنويًا.
أين تعيش أسماك القرش؟
تعيش أسماك القرش بشكل رئيسي في المحيطات والمياه العميقة، لكنها تفضل المناطق الغنية بالأغذية مثل الشعاب المرجانية. ومن أشهر المناطق التي تُقيم فيها أسماك القرش:
المحيط الهندي والمحيط الهادئ.
البحر الأحمر، بسبب غناه بالأسماك وتوافر الشعاب المرجانية.
لماذا ازدادت حوادث القرش في مصر؟
أرجع الخبراء تزايد هجمات القرش على السواحل المصرية إلى عدة أسباب:
1. التغيرات المناخية: دفعت ارتفاع درجات حرارة المياه الأسماك المفترسة إلى الاقتراب من السواحل بحثًا عن درجات حرارة معتدلة.
2. الصيد الجائر: تراجع أعداد الأسماك الصغيرة في البحر الأحمر اضطر أسماك القرش إلى الاقتراب من الشواطئ للبحث عن الغذاء.
3. تغير السلوك البشري: قيام السياح أو الغواصين بإطعام الأسماك بالقرب من الشواطئ قد يُغير من عادات أسماك القرش.
4. التلوث البحري: زيادة النفايات في المياه تؤثر على النظام البيئي وتجذب أسماك القرش.
5. زيادة النشاط السياحي: وجود أعداد متزايدة من الغواصين والسباحين يعزز احتمالية وقوع الهجمات.
التحديات والحلول
لمواجهة هذه الظاهرة المتكررة، لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة السائحين والحفاظ على سمعة الشواطئ المصرية:
تعزيز المراقبة البحرية: باستخدام طائرات مسيرة ورادارات للكشف عن تحركات أسماك القرش.
توعية السياح: بإصدار إرشادات واضحة لتجنب السلوكيات التي قد تؤدي إلى هجمات.
تنظيم الأنشطة البحرية: الحد من الأنشطة القريبة من مواقع تواجد أسماك القرش المعروفة.
يبقى البحر الأحمر وجهة سياحية ساحرة، لكنه يحمل تحديات بيئية يجب التصدي لها. الحوادث الأخيرة تسلط الضوء على أهمية حماية البيئة البحرية والتعامل الجدي مع حوادث أسماك القرش لضمان سلامة السائحين وتعزيز الثقة في الشواطئ المصرية.