تميزت نجمات عصر الأبيض والأسود بجمال طبيعي لا تشوبه عمليات التجميل، حيث كانت ملامحهن تعكس الرقي والأصالة دون تدخل طبي ، فنانات مثل فاتن حمامة وسعاد حسني شكّلن أيقونات للجمال بأبسط الإمكانيات، حيث اعتمدن على سحرهن الخاص وشخصياتهن الآسرة، مما جعلهن مصدر إلهام دائم للأجيال اللاحقة .
وشهدت السينما العربية خلال ثلاثينيات وحتى ستينيات القرن الماضي عصرها الذهبي، حيث أُنتجت مئات الأفلام لنجمات من الطراز الرفيع، مثل فاتن حمامة، سعاد حسني، نجلاء فتحي، وزبيدة ثروت، اللاتي جسّدن الجمال الطبيعي والبساطة دون الحاجة إلى تدخلات تجميلية حديثة .
و أظهرت نجمات العصر الذهبي قدرة على إبراز جمالهن من خلال أناقة راقية تميّزت باستخدام تصفيفات شعر كلاسيكية، ومكياج بسيط يعكس ملامح الوجه بدلاً من تغييرها ، و لم تكن عمليات التجميل قد ظهرت في ذلك الوقت بنفس الوتيرة التي نراها اليوم، بل اعتمدت النجمات على المظهر الطبيعي والإشراقة والجمال الطبيعى .
ولعبت الأزياء دورًا محوريًا في إكمال إطلالاتهن الساحرة ، ارتدين فساتين ذات تصاميم مستوحاة من الموضة الأوروبية، مع لمسات شرقية، مما أعطى حضورًا مميزًا يعكس هوية ثقافية وجمالية فريدة ، ومع هذة الإطلالات عدد من الإكسسوارات البسيطة، مثل القفازات والقبعات، التي أضافت لمسات أنيقة تواكب خطوط الموضة في تلك الحقبة .
ولم تكن نجومية نجمات الأبيض والأسود محصورة في مظهرهن فقط، بل امتدت إلى الأداء الفني الراقي، ما جعل أعمالهن تتجاوز حدود الزمن وتبقى شاهدة على حقبة استثنائية ، و تؤكد تلك الفترة الذهبية أن الجمال الحقيقي ينبع من البساطة والثقة بالنفس، بعيداً عن هوس التجميل والتغيير المفرط .
ومع تطور الزمن وانتشار معايير جمال جديدة، أصاب هوس عمليات التجميل الكثير من نجمات الوسط الفني في العصر الحالي. هذا الهوس لم يقتصر فقط على إصلاح العيوب، بل أصبح وسيلة لتغيير المظهر بشكل جذري للتماشي مع صيحات الجمال ، ومن بين هؤلاء النجمات، ظهرت الفنانة هنا الزاهد مؤخرًا لتكشف عن خضوعها لعملية تجميل بالأسنان، رغم اعترافها بحبها لشكلها وقناعتها بجسدها ، ولقاء سويدان وهيفاء وهبى ، والفنانة ميسرة ، والفنانة وفاء سالم ، بهدف الظهور بشكل مميز يناسب الأضواء والكاميرات.