تشهد سوريا تطورات ساخنة للغاية في منطقة في الساحل السوري تعكس اشتعال الأوضاع بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى روسيا.
حيث شهد ريف طرطوس واحدة من أخطر المواجهات بين فلول النظام المخلوع والعناصر الأمنية للنظام الجديد، حيث قُتل 14 عنصراً وأُصيب 10 آخرون في كمين غادر نُسب إلى شبيحة الأسد.
تفاصيل الحادثة
أعلن وزير الداخلية السوري محمد عبد الرحمن في بيان رسمي على صفحته في موقع فيسبوك أن عناصر الأمن العام السوري تعرضوا لكمين في ريف طرطوس أثناء قيامهم بمهمة حفظ الأمن وسلامة المدنيين. ووصف الهجوم بأنه "غادر" ونفذته "فلول النظام المجرم"، في إشارة إلى بقايا ميليشيات شبيحة الأسد.
الكمين أدى إلى مقتل 14 عنصرًا وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة، مما يشير إلى تصعيد خطير من قِبل الموالين للأسد الذين يبدو أنهم يسعون لعرقلة استقرار النظام الجديد بأي وسيلة.
دعوات للتهدئة
على خلفية هذه الأحداث، أعلن محافظ طرطوس أحمد الشامي عن لقائه بعدد من وجهاء ومثقفي وأعيان المحافظة. وفي تصريح له، دعا الشامي إلى "تحكيم العقل والوعي ولغة الحوار"، محذرًا من الانجرار وراء مثيري الفتن والنعرات الطائفية. وشدد على ضرورة التكاتف والعمل معًا لبناء "سوريا الحرة الجديدة" التي تستوعب جميع أبنائها دون تمييز.
خلفيات التصعيد
الهجوم في طرطوس ليس معزولًا عن السياق العام. بعد سقوط نظام الأسد، بدأت فلوله، بما فيها الشبيحة، في محاولة استعادة السيطرة على بعض المناطق من خلال استخدام أساليبهم المعتادة: الكمين، العنف، وإثارة الفوضى.
المناطق الساحلية، التي كانت تُعد معقلًا رئيسيًا للنظام المخلوع، تواجه تحديات أمنية كبيرة، حيث تسعى بعض الفصائل الموالية للأسد إلى الحفاظ على نفوذها السابق.
ماذا يعني هذا التصعيد؟
تهديد للاستقرار: استمرار هجمات الشبيحة قد يعرقل جهود النظام الجديد في فرض السيطرة واستعادة الأمن.
تصعيد طائفي محتمل: قد تستغل بعض الأطراف الأحداث لإشعال النعرات الطائفية التي عرفتها سوريا خلال السنوات الماضية.
تحدٍ للسلطة الجديدة: يضع هذا الهجوم النظام السوري الجديد أمام اختبار حقيقي في كيفية التعامل مع بقايا النظام السابق ومنعهم من تقويض المرحلة الانتقالية.
آفاق الحل
في ظل هذه التطورات، يبقى التحدي الأكبر للنظام الجديد هو القضاء على الفلول المسلحة للنظام المخلوع، بالتوازي مع العمل على المصالحة الوطنية الشاملة. وفي الوقت ذاته، يجب أن يضمن ألا تتحول هذه المواجهات إلى صراعات أوسع تزيد من معاناة السوريين.
هل يتمكن النظام الجديد من إحكام قبضته الأمنية في المناطق الساحلية؟ أم أن شبح الفوضى سيظل يهدد مستقبل سوريا الحرة؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد المسار الذي ستتخذه البلاد.