رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ثورة الفنكوش تلعب برؤوس المعارضين في الخارج.. هل شهدت مصر مظاهرات بالأمس؟

المصير

الثلاثاء, 24 ديسمبر, 2024

04:02 م

 

في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من فيلم كوميدي، عاد بعض نشطاء السوشيال ميديا المعارضين في الخارج إلى ممارسة هوايتهم المفضلة: صناعة "فنكوش" جديد لتضليل الرأي العام. فقد امتلأت منصة "إكس" (تويتر سابقاً) وفيسبوك أمس بفيديوهات وصور ادعى ناشروها أنها توثق مظاهرات غاضبة في ميدان التحرير بالقاهرة والإسكندرية، ولكن الحقيقة كانت مغايرة تماماً.

سام يوسف والفيديوهات المفبركة

كان "كبير مروجي الإشاعات" سام يوسف، المقيم في أمريكا، في طليعة هؤلاء. نشر يوسف فيديوهات قال إنها تعكس "انتفاضة المصريين" في شوارع القاهرة. ولأن الجرعة المعتادة من الدراما لم تكن كافية، قرر يوسف إضفاء لمسة من الحماسة المصطنعة على الفيديوهات، داعياً متابعيه إلى تصديق المشهد العبثي. ومع ذلك، لم يستغرق الأمر طويلاً حتى كشف النشطاء المصريون زيف هذه الادعاءات، وأثبتوا أن الفيديوهات قديمة ومأخوذة من أحداث أخرى لا علاقة لها بمصر.

عمرو واكد يتساءل.. والجمهور يسخر

وكعادته، ظهر الفنان عمرو واكد، المقيم في الخارج، ليضفي نكهة من السخرية على الأمر. كتب واكد تغريدة يسأل فيها عن حقيقة وجود مظاهرات في مصر، وكأنه ينتظر إشارات سماوية تؤكد "ثورة" لم تحدث. الردود كانت أكثر سخرية، حيث أطلق متابعون على هذه الحركة اسم "ثورة الفنكوش"، مشيرين إلى أن المعارضين باتوا أسرى لأوهام لا وجود لها على أرض الواقع.

ثورة الكوارع والمفاصل.. دراما جديدة

الأمر لم يتوقف عند حدود الفيديوهات الأخيرة، فقبل أيام قليلة، روج نفس النشطاء لما أسموه "ثورة المفاصل"، في إشارة ساخرة إلى تحركات افتراضية لا تتجاوز منصات التواصل. سرعان ما تصدى لهم رواد الإنترنت بتعليقات لاذعة، واصفين هذه "الثورة" بـ"ثورة الكوارع"، في إشارة إلى ضعف حجتهم وسذاجة حملاتهم.

المعارضة وأحلام المخدرات الفكرية

ما حدث يعكس أزمة أعمق في خطاب المعارضة المصرية بالخارج، التي أصبحت تعتمد على نشر الوهم والترويج لما يمكن تسميته "المخدرات الفكرية". فمنذ سنوات، وهم يحاولون إقناع متابعيهم بأن هناك "انتفاضة" تلوح في الأفق، بينما الواقع يشهد على فشل هذه الحملات في تحقيق أي تأثير حقيقي.

حملة سخرية واسعة

على إثر هذه الادعاءات، تعرض النشطاء المعارضون لحملة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث تسابق المستخدمون على إنتاج الصور والتعليقات الساخرة التي تفنّد أكاذيبهم، مما جعلهم مادة دسمة للنقد والتهكم.

 

بين "فنكوش" الأمس و"ثورة المفاصل"، يبدو أن المعارضة المصرية في الخارج تعيش في عالم موازٍ. عالم يقتات على الفيديوهات المفبركة والقصص الوهمية، بينما تتجسد الحقيقة في سخرية شعب واعٍ يملك القدرة على التفريق بين الواقع والخيال.

ربما حان الوقت لهؤلاء النشطاء أن يدركوا أن الفنكوش لا يصنع ثورة، وأن الحقيقة ستظل دائماً أقوى من الوهم.