في مشهد يفضح شخصيته الانتهازية، تهرّب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اليوم خلال محاكمته من تهم الفساد الموجهة إليه، ملقيًا باللوم على أسرته، ومستخدماً زوجته وابنه ككبش فداء في محاولة يائسة لتبرئة نفسه.
خلال جلسة المحاكمة، أنكر نتنياهو تواصله مع رجل الأعمال روبنشتاين أو مالك موقع "والا" العبري شاؤول إلوفيتش، المتهمين بتورطهما معه في صفقات فساد تضمنت تغطيات إعلامية منحازة ضد خصومه السياسيين، لا سيما نفتالي بينيت، خلال الحملات الانتخابية. قال نتنياهو: "لا أعلم إن كان يائير (ابنه) متورطًا في تلك الأيام. زوجتي ربما تحدثت مع روبنشتاين دون علمي أو موافقتي. ليس لدي أي فكرة، ولا أذكر أنني تحدثت معه ولو لمرة واحدة خلال تلك الحملة."
تُهم الفساد: حقيقة ثابتة
تُعد هذه التهم جزءًا من سلسلة فضائح تحيط بنتنياهو، أبرزها قضية "4000"، التي تشمل تقديمه تسهيلات لشركة "بيزك" الإسرائيلية مقابل تغطية إعلامية إيجابية. وتضع هذه القضايا نتنياهو في مواجهة مباشرة مع القضاء، لكنها تكشف أيضًا عن استراتيجية الرجل الذي لا يتورع عن استخدام أي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب أفراد عائلته.
سيكولوجية نتنياهو: السلطة أولاً وأخيراً
نتنياهو، الذي طالما اشتهر بشخصيته الانتهازية والعدوانية، يبدو مستعدًا لفعل أي شيء لحماية مصالحه الشخصية. فسلوكه يُظهر أنه لا يتردد في التضحية بأي قيمة أو مبدأ، سواء عبر اتهام أفراد عائلته أو التلاعب بالمواقف السياسية لتحقيق مكاسب شخصية.
هذه السيكولوجية ليست جديدة؛ فقد تجلت بوضوح في ممارساته السياسية. فهو المسؤول الأول عن عرقلة أي جهود تفاوضية مع المقاومة الفلسطينية، حيث قام بتصفية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لتجنب أي تنازلات قد تضر بصورته السياسية. كما تسبب بتدمير أي فرصة للتوصل إلى اتفاقيات سلام يمكن أن تُنهي معاناة الطرفين.
نتنياهو: مجرم حرب بامتياز
على مدار سنوات، أثبت نتنياهو أنه مستعد للعبث بكل شيء في سبيل الحفاظ على السلطة، من تدمير المؤسسات الإسرائيلية الداخلية إلى تأجيج الصراعات الخارجية. اليوم، تقف المحاكم الإسرائيلية أمام شخص يتهرب من العدالة باستخدام أساليب رخيصة، تاركًا تساؤلات كثيرة حول مدى نزاهة النظام الذي يحاكمه.
إن كان نتنياهو قادرًا على تلويث أسرته من أجل البقاء في السلطة، فماذا يمكن أن يفعل بشعب بأكمله؟