رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

هل ستحكم نقابة الأطباء على جمال شعبان بخيانة الأمانة الطبية في  قضية الدعامة المكسورة؟؟

المصير

الإثنين, 9 ديسمبر, 2024

05:14 م

في قضية مثيرة للجدل شغلت الرأي العام ، تجد نقابة الأطباء نفسها أمام اختبار حقيقي لمصداقيتها ودورها الحاسم في حماية المرضى وضمان المحاسبة العادلة. القضية تتعلق بطبيب القلب الشهير الدكتور جمال شعبان، الذي وُجّهت إليه اتهامات بالتدليس الطبي والخطأ الجسيم، بعدما تسبب خطأه خلال  عملية قلب حساسة، في معاناة جسيمة  للدكتور عادل الليثي المواطن البريطاني من أصل َمصري ، وصلت حد إجراء عملية قلب مفتوح بالخارج.  

التدليس الطبي وخيانة الأمانة 

 
في مقابلة تلفزيونية على برنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، تحدث الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، عن أبعاد القضية. وأكد عبد الحي أن ما وُصف بالتدليس من قِبل طبيب القلب الشهير، إذا ثبتت صحته، يعتبر "خيانة أمانة وخطأ طبي جسيم" يرتقي إلى مستوى المسؤولية الجنائية التي تستوجب السجن.  

وأشار نقيب الأطباء إلى أن النقابة تأخذ هذه الاتهامات بجدية كبيرة، حيث تم فتح تحقيق داخلي مستقل للوصول إلى حقيقة ما حدث. وأضاف أن النقابة لن تتهاون مع أي طبيب يثبت عليه تعريض حياة المرضى للخطر أو الإضرار بصحتهم نتيجة الإهمال أو التلاعب، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لأسس المهنة وأخلاقياتها.  


تفاصيل القضية 

 بدأت تفاصيل القضية عندما خضع عادل الليثي  لإجراء عملية تركيب دعامات قلبية بمستشفى الرسالة في المهندسين، تحت إشراف الدكتور جمال شعبان. وبحسب التقارير الطبية الصادرة من الأطباء البريطانيين في أكبر مستشفيات لندن وكذلك شهادات المريض، ارتُكبت أخطاء فادحة في العملية، تضمنت ترك دعامة محشورة داخل أحد شرايين القلب وعدم القدرة على نزعها، مما أدى إلى خرق غشاء القلب وحدوث نزيف داخلي خطير.  

وتفاقمت الأزمة عندما تعمّد الطبيب الإفصاح عن وجود الخطأ للمريض، وحاول تضليله بمعلومات غير دقيقة، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. 
 اضطر الليثي إلى السفر للخارج وهناك اكتشف الخطأ وأجرى عملية قلب مفتوح في بريطانيا لإنقاذ حياته، ما زاد من التعقيدات الطبية والنفسية والمالية التي تعرض لها.  


التحقيقات مستمرة ونتائج منتظرة  

الدكتور أسامة عبد الحي أوضح في المقابلة أن التحقيق ما يزال جارياً داخل النقابة، وأكد أن اللجنة المسؤولة عن التحقيق تضم خبراء مستقلين لضمان الحيادية والنزاهة. وأشار إلى أن النقابة ستعلن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه، وأنها ملتزمة بالشفافية التامة في التعامل مع هذه القضية.  

عبد الحي شدد على أن النقابة تتعامل مع كل قضية إهمال طبي أو تدليس بمنتهى الجدية، وأكد أن عقوبات صارمة تنتظر أي طبيب يثبت تورطه في تعريض حياة المرضى للخطر.  

خيانة المهنة أم خطأ فردي؟  

القضية أثارت نقاشًا واسعًا حول مفهوم خيانة الأمانة الطبية. هل ما حدث يعكس إهمالاً فردياً يمكن إصلاحه بإجراءات تأديبية؟ أم أن الأمر يتطلب موقفاً أكثر حدة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً؟  

المرضى الذين تعرضوا للإهمال الطبي في مصر كثيراً ما يشكون من غياب المحاسبة الفعالة، الأمر الذي يدفعهم أحياناً إلى البحث عن العدالة في المحاكم أو وسائل الإعلام. ويرى البعض أن موقف النقابة في هذه القضية قد يشكل سابقة تؤسس لمستقبل أفضل في التعامل مع قضايا الإهمال الطبي في البلاد.  

الرسالة إلى المجتمع الطبي 
 

قضية الدعامة المكسورة ليست مجرد حالة فردية؛ بل هي إنذار للمجتمع الطبي بضرورة تعزيز الالتزام بأخلاقيات المهنة. فالأخطاء الطبية لا تضر فقط بالمريض المعني، بل تهز ثقة المجتمع بأكمله في النظام الصحي والطبي.  

نقابة الأطباء مطالبة الآن بإثبات أنها تقف إلى جانب المريض دون انحياز، وأنها قادرة على محاسبة أي طبيب يخالف شرف المهنة، مهما كان اسمه أو مكانته.  

في انتظار الحقيقة  

بينما ينتظر الجميع نتائج التحقيق، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستكون نقابة الأطباء على قدر المسؤولية وتحاسب طبيب القلب الشهير إذا ثبتت عليه التهم؟ أم أن القضية ستُطوى كسابقتها؟  

الأيام القادمة ستكشف لنا كيف ستتعامل النقابة مع هذا الملف الشائك، وكيف ستسهم قراراتها في تعزيز الثقة بالمهنة الطبية وتحقيق العدالة لكل من أُضير