رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

5أسباب وراء اختيار الأسد الهروب لروسيا بدلاً من إيران

المصير

الإثنين, 9 ديسمبر, 2024

01:56 م

في خطوة مفاجئة، اختار بشار الأسد الهروب إلى روسيا وطلب اللجوء السياسي، متجاهلًا الوجهة الأكثر وضوحًا والأقرب جغرافيًا وأيديولوجيًا، وهي إيران.
. هذه الخطوة تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الأسد لاتخاذ هذا القرار في لحظة انهيار نظامه.
 لماذا فضَّل الأسد روسيا على إيران، رغم أن الأخيرة كانت الحليف الأكثر إخلاصًا له طوال سنوات الحرب؟ 
في هذا التقرير نستعرض خمسة أسباب محتملة وراء هذا الخيار.

1 - روسيا دولة عظمى قادرة علي مقاومة الضغوط الدولية

قد يكون السبب الأبرز هو الخوف من الضغط الأمريكي والأوروبي على إيران في مرحلة لاحقة لتسليم الأسد لمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها منذ عام 2012. إيران، التي تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية، قد تجد نفسها مضطرة للتضحية بالأسد كورقة تفاوضية. بالمقابل، روسيا، باعتبارها ثاني أقوى دولة في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن، تمتلك القوة والنفوذ اللازمين لمقاومة مثل هذه الضغوط الدولية، مما يجعلها وجهة أكثر أمانًا للأسد.

 2. الخوف من الاغتيال في طهران

الخيار الإيراني كان محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للأسد، حيث يُحتمل أن يتعرض للاغتيال أثناء وجوده في طهران. يمكن أن تكون إسرائيل، التي نفذت ضربات دقيقة داخل إيران سابقًا، عاملاً رئيسيًا في هذا التخوف. كما أن وجود قوى داخلية معارضة داخل إيران، سواء في الحرس الثوري أو خارج نطاقه، قد يشكل تهديدًا جديًا على حياة الأسد. هذا السيناريو يجعل موسكو خيارًا أكثر أمانًا، بعيدًا عن الصراعات الداخلية والخارجية التي تحيط بإيران.

 3. العلاقات المتوترة داخل النظام الإيراني

رغم التحالف الوثيق بين نظام الأسد وإيران، إلا أن العلاقات بين الطرفين ليست خالية من التوتر. قادة الحرس الثوري والمسؤولون الإيرانيون قد ينظرون إلى الأسد على أنه عبء أكثر من كونه حليفًا استراتيجيًا في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية والعسكرية على إيران. وربما تخوف الأسد من أن يصبح ضحية صفقات داخلية في إيران، خاصة إذا كانت تلك الصفقات تصب في مصلحة تخفيف الضغط الدولي عنها.

4. البحث عن حماية سياسية وشخصية مضمونة

روسيا ليست مجرد ملاذ آمن؛ بل توفر للأسد حماية شخصية وسياسية قوية. منذ بداية الأزمة السورية، كانت روسيا هي الداعم الأهم لبقاء الأسد في السلطة، سواء عبر التدخل العسكري المباشر أو الدعم السياسي في المحافل الدولية. موسكو قادرة على تقديم ضمانات حقيقية للأسد، سواء عبر توفير إقامة آمنة أو رفض أي طلبات لتسليمه للمحاكمة الدولية، مما يجعلها الخيار الأمثل.

5- الثقة في بوتين وغياب الثقة في إيران

على مدار سنوات الأزمة السورية، أظهر فلاديمير بوتين التزامًا ثابتًا بدعم نظام الأسد، على عكس إيران التي تركز مصالحها في سوريا على الأبعاد المذهبية والاستراتيجية دون إيلاء أهمية كبيرة لشخص الأسد نفسه. الأسد يدرك أن بوتين ينظر إليه كحليف استراتيجي، مما يعزز ثقته في أن روسيا ستظل ملتزمة بحمايته.

 

قرار الأسد الهروب إلى روسيا بدلاً من إيران يعكس مزيجًا من المخاوف والتقديرات السياسية المعقدة. الخوف من الضغوط الدولية، احتمالات الاغتيال، العلاقات المتوترة داخل إيران، والحماية المضمونة في روسيا كلها عوامل لعبت دورًا رئيسيًا في هذا القرار. بينما تظل العديد من التفاصيل غير معروفة، يبدو أن الأسد اختار موسكو لأنها تقدم له الأمان السياسي والشخصي الذي لم يكن بإمكان طهران أن تضمنه.