غادر وفد حركة حماس القاهرة اليوم، بعد أن التقى بمسئولي جهاز المخابرات المصرية للاتفاق على تفاصيل "الصفقة الصغيرة" التي تدور في الأفق بين الحركة ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت القاهرة قد شهرت حراكاً مكثفاً في إطار الجهود المبذولة لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، حيث التقت لجان فنية من الطرفين بمشاركة مصرية لبحث تفاصيل الصفقة ووضع الأسماء المقترحة للإفراج عنهم.
وفقاً لمصادر مطلعة، تضمنت قائمة أسماء الأسرى الفلسطينين الموجودين في السجون الإسرائيليية والتي قدمتها حركة حماس أسماء بارزة، من بينهم القائد الفلسطيني مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وكلاهما يقضيان أحكاماً بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية. وتعد هذه الخطوة جزءاً من الجهود التي تبذلها الحركة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين محكوم عليهم بأحكام عالية.
في المقابل، أشارت تقارير إلى احتمال إفراج حماس عن أربعة أميركيين تحتجزهم كخطوة حسن نية تهدف إلى تعزيز المفاوضات وتسهيل التوصل إلى اتفاق شامل، في ظل ضغوط دولية وإقليمية لدفع عجلة الصفقة.
ويرى محللون أن هذه الصفقة، في حال إنجازها، قد تكون من أكثر الصفقات تعقيداً في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى الأسماء المطروحة والتحديات السياسية والأمنية التي تواجهها الأطراف المعنية. كما تعد خطوة مهمة في ملف الأسرى، الذي يمثل أولوية للشعب الفلسطيني وقياداته.
وتواصل القاهرة جهودها الحثيثة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، في ظل أنباء عن وصول وفود إسرائيلية إضافية خلال الأيام المقبلة لاستكمال النقاشات. ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تطورات مهمة في هذا الملف الحساس.
وعن أبرز ملامح هذه الصفقة الصغيرة قال إبراهيم الدراوي الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني أن حركة حماس سلمت قائمة أسماء جديدة من قبل للوسيط المصري.
وأضاف الدراوي في تصريحات للمصير أنه من بين ملامح الصفقة وجود أربعة أمريكيين من بين الأسرى الإسرائيلين لدى حركة حماس أحياء، مما يضيف أبعادًا دولية للصفقة ويزيد من أهمية التفاوض.
وتوقع الدراوي أن تكون هناك خطوات ملموسة في الساعات القليلة المقبلة.
وقال رغم ذلك، لم يُعلن حتى الآن عن موعد محدد لبدء تنفيذ الاتفاق بين الطرفين.
ولفت الدراوي إلى أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة خلال المفاوضات، وكذلك الفصائل الفلسطينية الأخرى، التي أكدت التزامها بتسهيل الأمور.
وقال : ومع ذلك يبدو أن الجانب الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، هو الذي يعرقل التقدم، حيث لم يُبدِ حتى الآن استعدادًا واضحًا للمضي قدمًا.