رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مرتبات شهرية وعلاج في مستشفيات إسرائيلية .. صحيفة عبرية تكشف تفاصيل علاقة الخيانة بين المعارضة السورية وتل أبيب

المصير

السبت, 7 ديسمبر, 2024

10:21 م


في تقرير مثير للجدل، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تصريحات صادمة لقائد عسكري في تنظيم "الجيش السوري الحر"، أعرب فيها عن شكره لإسرائيل على دعمها للمتمردين في سوريا، ووعد بالسعي إلى تحقيق تطبيع كامل للعلاقات مع الدولة العبرية في حال الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. هذه التصريحات ألقت الضوء على العلاقة المعقدة والمثيرة للجدل بين الفصائل المسلحة في سوريا وإسرائيل، مما يفتح باب التساؤلات حول الأجندات الخفية في الصراع السوري.


**الدعم الإسرائيلي للفصائل المسلحة في سوريا**

منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، بدأت التقارير تتوالى عن تقديم إسرائيل مساعدات إنسانية وعسكرية لبعض فصائل المعارضة السورية. وفقًا لتقرير "تايمز أوف إسرائيل"، شملت هذه المساعدات معالجة الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية، وتقديم أسلحة وذخائر ورواتب شهرية لبعض المقاتلين. الهدف الظاهري لهذا الدعم كان منع تمركز القوات الإيرانية وحزب الله قرب الحدود الإسرائيلية.

على الجانب الآخر، فإن هذا الدعم أثار استياءً واسعًا داخل سوريا وخارجها، حيث رأى البعض أنه يتعارض مع المبادئ الوطنية والقومية، بينما اعتبره آخرون وسيلة لتعزيز موقف المعارضة ضد نظام الأسد.


*تصريحات القائد العسكري: رؤية مستقبلية أم خيانة؟**

في مقابلة هاتفية أجريت معه بشرط عدم الكشف عن هويته، تحدث القائد في "الجيش السوري الحر" عن رؤيته لمستقبل سوريا بعد سقوط الأسد، مؤكدًا أن الأولوية هي الإطاحة بالنظام والقضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة. 

وقال القائد: "نحن منفتحون على الصداقة مع الجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل. ما فعلته إسرائيل ضد حزب الله في لبنان ساعدنا كثيرًا. بعد سقوط الأسد، نسعى إلى السلام الكامل مع إسرائيل، ونتطلع إلى بناء علاقات قائمة على التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار بمساعدة إسرائيلية وأمريكية".

وأضاف أن إسرائيل لعبت دورًا كبيرًا في دعم المعارضة السورية، من خلال استهداف البنية التحتية الإيرانية في سوريا. وعند سؤاله عن إمكانية تقديم إسرائيل دعمًا ماديًا مباشرًا، أجاب بأن المعارضة بحاجة إلى دعم سياسي أكثر من الدعم العسكري.


 **أهداف إسرائيل في سوريا**

السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا تتسم بوضوح أهدافها، والتي تشمل:

1. **إضعاف التحالف الإيراني السوري**: من خلال دعم المعارضة واستهداف المواقع الإيرانية في سوريا.
2. **تأمين الحدود الشمالية**: عبر منع تمركز القوات الموالية لإيران وحزب الله في المناطق القريبة من الجولان.
3. **التأثير على مستقبل سوريا السياسي**: عبر دعم فصائل معارضة قد تكون مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

### **علاقة المعارضة السورية بإسرائيل: مواقف متباينة**

رغم تصريحات بعض قادة المعارضة التي تعكس استعدادًا للتعاون مع إسرائيل، فإن هذه العلاقة ليست محل إجماع داخل الفصائل السورية. فبينما يرى البعض أن التحالف مع إسرائيل ضروري لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، يرفض آخرون هذا التعاون تمامًا باعتباره خيانة للقضية الوطنية.

على المستوى الإقليمي، تثير هذه التصريحات مخاوف من تعزيز النفوذ الإسرائيلي في سوريا على حساب المصالح العربية والإسلامية. كما أن دعم إسرائيل للمعارضة قد يفاقم من حدة الانقسامات داخل صفوف المعارضة نفسها.

### **تداعيات العلاقة على مستقبل سوريا**

- **فقدان الشرعية الشعبية**: قد يؤدي التعاون مع إسرائيل إلى تراجع الدعم الشعبي للمعارضة داخل سوريا.
- **تصعيد إقليمي**: قد يؤدي تعزيز النفوذ الإسرائيلي في سوريا إلى تصعيد الصراع مع إيران وحلفائها.


- **تغيير التوازنات الدولية**: يمكن أن يؤثر هذا التعاون على مواقف القوى الدولية من الصراع السوري.


تصريحات القائد العسكري في "الجيش السوري الحر" كشفت عن جانب خفي من الصراع السوري، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في لعبة معقدة. بينما يسعى الشعب السوري إلى الحرية والكرامة، تظل بعض قيادات المعارضة مستعدة لتقديم تنازلات مثيرة للجدل لتحقيق أهدافها. هذه التطورات تضع مستقبل سوريا أمام تحديات جديدة، في ظل صراع طويل الأمد قد يغير ملامح المنطقة بأكملها.